احتفت اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة بجدة، مساء أمس الأول، بالدكتورة مها بنت عبدالله المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني، الحائزة على جائزة أشجع امرأة من الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ على جهودها في مكافحة العنف الأسري. حيث استعرض راعي الاثنينية في كلمته الترحيبية، إسهامات الضيفة ودورها في التوعية المجتمعية ومناهضة العنف الأسري والاعتداء على الأطفال والشرائح الضعيفة. مستعرضا إنجازاتها على الصعيد العالمي والمحلي؛ مما أهلها للحصول على العديد من الجوائز العالمية، كان آخرها جائزة أشجع امرأة في العالم من يد الرئيس باراك أوباما، مستعرضا رحلة الضيفة من الطب إلى العمل التطوعي والاجتماعي، وثمار جهودها التي تمثلت في التشريعات الحكومية الداعمة لحماية المعنفات والأطفال من الاعتداءات الأسرية. مركزا على أهمية التوعية بمخاطر العنف الأسري، باعتباره ظاهرة عالمية، وليست محدودة على مجتمع دون الآخر، داعيا إلى تكاتف الدولة والمجتمع والإعلام؛ لنشر الوعي بخطورة الظاهرة والعمل المشترك للحد منها. منوها بمشروع الأمان الأسري الوطني، الذي أنشأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باعتباره نقلة نوعية في الاعتراف بالظاهرة، ووضع المعالجات الكفيلة بحصرها والقضاء عليها في مملكة الإنسانية. فيما نوهت الدكتورة سامية العمودي الناشطة في التمكين الصحي للمرأة والتي اختيرت في العام 2007م كإحدى أشجع عشر نساء على مستوى العالم من قبل الخارجية الأمريكية؛ بجهود الدكتورة مها المنيف في الخروج بقضية العنف الأسري من الأبواب المغلقة إلى فضاء التعبير والتشريع، معتبرة أن تكريم د. مها يعني أن صوت المرأة السعودية قد اخترق حواجز الصمت الاجتماعي، ووصل إلى فضاء العالم الفسيح؛ مما يعكس واقع المرأة السعودية اليوم وفي المستقبل. وتحدثت الدكتورة مها المنيف -ضيفة الحفل- عن رحلتها العلمية والعملية، رابطة بين تزامن ولادتها وصدور الأمر الملكي بفتح مدارس تعليم البنات في الستينات الميلادية؛ مما فتح أمام جيلها أبواب العلم، وكيف أن الطموح والأمل حولها من ربة منزل وطبيبة إلى رقم عالمي في مجال حقوق الطفل والمرأة. مشيدة بمواقف خادم الحرمين الشريفين الداعمة لحقوق الفئات الضعيفة بالمجتمع، وإصراره على حماية الأسرة باعتبارها المحضن الأول والبذرة الأساسية للمجتمع السليم. كاشفة عن حادثة ضرب طفل من قبل والده صادفتها إبان عملها بالولايات المتحدةالأمريكية كطبيبة طوارئ، جعلتها تقرر التصدي للعنف الأسري، والسعي لتحريك المجتمع والمؤسسات الرسمية؛ لوضع تشريعات تضمن القضاء على الظاهرة. أوردت الدكتورة مها المنيف في كلمتها، أن العنف ظاهرة عالمية، لا ترتبط بمجتمع دون الآخر، ولكن طريقة تعامل المجتمع معه منعا وتجاهلا هو ما يجب أن يتغير، وما يخلق الفرق بين مجتمعات عنيفة ومجتمعات طمأنينة وأمن. مؤكدة أن سياسات خادم الحرمين الشريفين دعمت حقوق المجتمع، وضمنت الحماية للفئات الضعيفة، داعية إلى تضافر الجهد الحكومي والشعبي للتنوير والتعريف بظاهرة العنف الأسري. مشيدة بدور سماحة المفتي وهيئة كبار العلماء الداعم لتوجهات برنامج الأمان الأسري، عبر الخطب والمحاضرات والفتاوى التي جرمت الاعتداء على الفئات الضعيفة.