قال الله سبحانه وتعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون). وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له). والصدقة الجارية محمولة على الوقف عند جمهور الفقهاء وعلماء الدين. الوقف في العلم والمعرفة من أساسيات ديننا الإسلامي الحنيف لما له من أثر طيب في تنمية المجتمع في مختلف الجوانب. والشواهد على أهمية الوقف كثيرة في تأسيس ودعم المؤسسات الخيرية، لكنه لا يقتصر في مفهومه التقليدي على بناء المساجد ودعم الجمعيات الخيرية فحسب، بل يشمل دعم المؤسسات التعليمية والبحثية بطريقة عصرية تخدم التنمية الشاملة في المملكة. ولقد أدركت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ممثلة بإدارتها العليا أهمية دور الوقف في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، لذلك بادرت بتأسيس صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية في مايو 2007م ليكون ذراعاً مالياً مستقبليا إضافياً لدعم الحكومة السخي، وذلك ليساهم في تنويع مصادر تمويل البحوث والبرامج التعليمية في الجامعة، وبالتالي يدعم الاقتصاد الوطني السعودي. والجامعة سباقة في مبادرات عديدة نلمس أثرها الايجابي على الاقتصاد السعودي اليوم. الهدف الأساسي من تأسيس صندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية هو مساعدة الجامعة في الأجل الطويل لتوفير التمويل لسد احتياجاتها في البرامج التعليمية والبحثية وخدمة المجتمع، لذلك يعتمد الصندوق في الأساس على المنح النقدية أو العينية والتبرعات والهبات التي يقدمها خريجو الجامعة والشركات والهيئات الحكومية والأهليةعلى المستوى الفردي والمؤسسي. ومن الأهمية أيضاً الإشارة إلى أن من أهداف الصندوق نشر ثقافة الوقف في المجتمع السعودي في مجال البحوث والبرامج التعليمية، وعلى وجه الخصوص بين خريجي الجامعة والشركات والجهات الحكومية. ويهدف الوقف بصفة عامة إلى ضمان بقاء المال ودوام المنفعة به واستمرار العائد من الأوقاف المحبوسة. وقد بلغ حجم المحفظة الاستثمارية لصندوق دعم البحوث والبرامج التعليمية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن حتى كتابة هذه المقالة مليار ريال إضافة الى المحفظة العقارية التي بلغت 800 مليون ريال، وذلك في ختام المرحلة الأولى للصندوق. وتسعى الجامعة إلى توعية مجتمع الأعمال والقياديين في القطاعين الخاص والحكومي من خريجي الجامعة بأهمية دعم البحوث والبرامج التعليمية، ناهيك عن ترسيخ الجامعة للشفافية باطلاع المتبرعين على ما حققه دعمهم المالي من نمو في استثمارات وقف الجامعة في هذا الشأن. وستحتفل جامعة الملك فهد يوم الأربعاء الموافق 17 ديسمبر 2014م بإطلاق المرحلة الثانية للصندوق، وبدء اجتماعات مجلس الإدارة في دورته الثالثة، وإطلاق مشروع «مركز الأعمال» الذي يعد الذراع العقارية للصندوق. وأيضاً ستحتفي الجامعة بالداعمين للصندوق من خريجي الجامعة ورجال الأعمال والشركات. وسيكون إيضاح رسالة الصندوق وأهميته ومسوغات جودته، وتعزيز قناعات المتبرعين والمانحين عن الصندوق وأثره، وتقديم الصندوق كنموذج لأفضل الممارسات الوقفية من حيث الإدارة، والحكومة، والشفافية، والشراكة مع المانحين ضمن ما تقدمه الجامعة في هذا الحفل.