أقامت لجنة النشاط المنبري بالنادي الأدبي بالرياض محاضرة للدكتور عبدالله الدايل عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود تحت عنوان "اشتباك العامية بالفصحى" مساء امس الاول، وأدارها الدكتور علي العنزي بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين. وأشار الدكتور الدايل في بداية محاضرته إلى أن العامية تعد عند كثيرين الوجه الآخر للفصحى محرّفاً قليلاً أو كثيراً على ألسنة الناس، فالعامي من الكلام العربي بمفهومه الواسع ينسب إلى العامة، وهو كلام الناس أو أحاديثهم العادية، وفي كلامهم وأحاديثهم تحريف لألفاظ كانت من قبل عربية صحيحة فصيحة، وفي كلامهم كذلك الأصيل الذي لم يصبه تحريف ومنه الأجنبي الدخيل، مشيراً أن فيه أخلاطاً كثيرة من أصول مختلفة مغايرة للفصحى وعناصر محرفة مستمدة من أصول غير معروفة. وألمح الدايل إلى أن في المعجمية الدلالية الكثير من الألفاظ العامية التي تحمل معاني الفصحى نفسها ويمكن ردها إلى أصلها العربي الفصيح. وتطرق إلى تشابك العامية بالفصحى، مشيراً إلى أنه لا يقصد الصراع بين العامية والفصحى هنا، وإنما الالتقاء والتداخل والاختلاط بينهما في الاستعمال اللغوي في كثير من الألفاظ، إذ يشيع كثير من الألفاظ على ألسنة العامة فيظن المتلقي أنها عامية وليست كذلك، بل هي عربية صحيحة لها أصل في العربية الصحيحة فهكذا نطقت العرب، غير أن هناك تبايناً في درجة فصاحتها، فهناك الصحيح وهناك الفصيح والأفصح وهناك المقبول وهكذا.