تواصلت في مصر، ردود الأفعال العنيفة، المنددة بما اعتبره محللون سياسيون "حرب السفارات" في أعقاب قرار بريطانيا وكندا، إغلاق سفاراتيهما في القاهرة، خوفاً من تهديدات إرهابية، وهو القرار الذي أشعل غضباً مصرياً معلناً، وصل حد شن الإعلام المصري هجوماً عنيفاً على الدولتين، متهماً إياهما بالانسياق وراء دعاوى "إخوانية" تهدف لضرب استقرار البلاد واستهداف مصالحها الاقتصادية، بالتزامن مع إجازات رأس السنة وأعياد الكريسماس. وبينما جدد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، حرص بلاده على توفير كل الأمن والتأمين الممكن للبعثات الأجنبية بالقاهرة أعرب عن أمله في عدم مبالغة هذه السفارات فى طلباتها ومراعاة الوضع الحالي فى البلاد والإجراءات الأمنية التى تتبعها. وأكد أن هذا التتابع فى الإغلاق لا يصب فى مصلحة هذه السفارات ولا فى مصلحة الأوضاع فى مصر بصفة عامة، و"إجراء يفتقر إلى الحس والتقدير للتبعات التى تترتب على ذلك". بالسياق، قال الناطق باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، إن غلق بعض السفارات في مصر، ما هو إلا قرار احترازي لفترة مؤقتة, متوقعًا أن العدول عنه قريبًا، مشددًا على أن القاهرة توفر كافة الاحتياطات الأمنية ولا تدخر جهدًا لحماية السفارات الأجنبية على أراضيها، في الوقت الذي تواترت فيه أنباء عن وجود مخطط إخواني لاستهداف السفارات والمنشآت الدبلوماسية، لإحراج مصر دوليًا وعدم استقرارها سياسيًا وأمنيًا، وتشويه صورة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الرأي العام العالمي. وبحسب مصادر قريبة الصلة من التنظيم الدولي للإخوان، فإن هناك دفعًا من جانب القيادات القطبية داخل الجماعة؛ من أجل التوسع في عمليات استهداف الأجانب والمؤسسات الدبلوماسية، سيّما قبل المؤتمر الاقتصادي المقرر انعقاده في مارس المقبل، لمنع نجاح ذلك المؤتمر، ووضع المزيد من العراقيل أمام الاقتصاد المصري، في إطار حملة الضغط على الدولة المصرية. وعن سبب إغلاق السفارتين، كشف الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان، أن الأجهزة الاستخباراتية توصلت إلى وجود تحركات لمجموعات من جماعة «تنظيم بيت المقدس» الإرهابي وجماعات جهادية أخرى، لتنفيذ عمليات انتقامية للسفارات. وشدد مدير أمن القاهرة اللواء علاء الدمرداش، أن هناك تأمينًا على أعلى مستوى للسفارات الأجنبية في مصر، لافتًا إلى قوات الأمن أثبتت قدرتها على المواجهة، والتصدي لأية محاولات للضغط على الدولة أو لي ذراعها. إلى ذلك، شهدت أمس، القاهرة، انتشارًا أمنيًا مكثفًا، بمنطقة السفارات بحي جاردن سيتي، إذ شوهد عدد كبير من أفراد الخدمات الأمنية ورجال المباحث ورجال الأمن المركزي أمام المقرات الدبلوماسية والقتصلية، فيما انتشر خبراء الحماية المدنية والمفرقعات إضافة للكلاب البوليسية، كإجراءات احترازية لزيادة عملية التأمين تحسبًا لأي طوارئ قد تحدث. أمنيًا، شنت الأجهزة الأمنية، عدة مداهمات لبؤر إرهابية في 7 محافظات، أسفرت عن ضبط 45 إخوانيًا، من مثيري الشغب والمتورطين في قضايا العنف، والمتورطين في قضايا الاعتداء على المقرات الشرطية والعسكرية، والتحريض على العنف والصادر بشأنهم قرار ضبط وإحضار من قِبل النيابة العامة. وفي سياق متصل، أبطل خبراء المفرقعات مفعول قنبلة، بمحطة أبو صوير بالإسماعيلية، بعدما وُرد بلاغ عن عثور الأهالي على قنبلة بمزلقان المحطة توقفت على إثرها حركة القطارات،، فيما تم تمشيط المنطقة المحيطة. قضائيًا، مدت محكمة جنايات الجيزة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد ناجي شحاتة، أجل النطق بالحكم فى قرار إحالة أوراق 188 متهمًا لفضيلة المفتي، فى أحداث مجزرة كرداسة، لاتهامهم باقتحام مركز شرطة كرداسة فى أغسطس من عام الماضي، عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وحددت جلسة 22 فبراير 2015بدلا من 24 يناير المقبل، للنطق بالحكم، لدواعٍ أمنية.