قتل مواطن بحريني ورجل أمن أردني الجنسية برتبة عريف وأصيب مقيم آسيوي في انفجارين منفصلين خلال 12 ساعة في قريتي دمستان وكرزكان المتجاورتين في المحافظة الشمالية, واتهم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حزب الله بتصنيعه القنبلة, وقال: «رجل أمن آخر يسقط شهيداً في البحرين.. قتلته قنبلة من صنع حزب الله الإرهابي..». وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية عبر حسابها في تويتر مساء الاثنين عن مقتل رجل أمن أردني الجنسية بانفجار قنبلة محلية الصنع في قرية دمستان، فيما أعلنت ظهر أمس عن مقتل مواطن وإصابة آسيوي في انفجار قنبلة محلية الصنع في قرية كرزكان، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. وأفاد شهود عيان ل«اليوم» أن الانفجار الأول تم خلال مرور رجل أمن شاب لأداء واجبه في شوارع القرية الداخلية، فيما تم الانفجار الثاني بمواطن مسن يدعى عبدالكريم البصري وآسيوي بالقرب من مسجد زين العابدين في القرية عند الساعة الحادية عشرة وثلث صباحاً، ما أدى إلى وفاته في مسرح الجريمة. وفرضت قوات الأمن البحرينية طوقاً امنيا حول مكان الانفجارين وبدأت بإجراءات التحقيق وتفريغ اشرطة الفيديو لكاميرات المراقبة، فيما يعتبر الشرطي علي هو ثاني رجل أمن غير بحريني يقتل في البحرين بعد وفاة الشرطي الإماراتي طارق الشحي مطلع العام المنصرم في انفجار قنبلة. وصرح رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن بأن العمل الإرهابي، الذي وقع في قرية دمستان والمتمثل في تفجير عن بعد لقاذف محلي الصنع، أسفر عن استشهاد الشرطي عريف علي محمد علي، أثناء قيامه بأداء الواجب، منوها إلى أن شهيد الواجب أردني الجنسية وكان يعمل ضمن الفريق التدريبي المنبثق عن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الجانبين البحريني والأردني في مجال تبادل الخبرات. وأشار رئيس الأمن العام إلى أنه فور تلقي غرفة العمليات الرئيسية بلاغاً بالواقعة، انتقلت فرق مسرح الجريمة والأدلة الجنائية وكافة الفرق الأمنية المعنية إلى موقع الحدث، حيث بدأت بتحديد مسرح الجريمة ومعاينته ورفع الأدلة ومباشرة أعمال البحث والتحري لتحديد هوية مرتكبي هذا العمل الإرهابي والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة، منوها إلى أنه تم إخطار النيابة العامة بالواقعة. اتهام حزب الله من جانبه اتهم وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» حزب الله بتصنيعه القنبلة التي قتلت رجل الأمن بمنطقة دمستان، حيث قال: «رجل أمن آخر يسقط شهيداً في البحرين.. قتلته قنبلة من صنع حزب الله الإرهابي..»، فيما اتهم محللون رئيس جمعية الوفاق الشيعية المعارضة علي سلمان بالوقوف وراء التفجير، كونه أعلن عن أن «المعارضة لن تبقى سلمية» وذلك خلال لقاءات مع قنوات العالم والمنار واللؤلؤة، عقب نجاح الانتخابات البحرينية، حيث اعتبروه تهديداً بإطلاق المزيد من العمليات الإرهابية في البحرين. وبهذا يرتفع عدد قتلى رجال الأمن الذين سقطوا بسبب أعمال إرهابية إلى أكثر من 30 رجل أمن، بعد اندلاع أزمة فبراير 2011 في البحرين، وما تلتها من مواجهات، فيما يعتبر المواطن هو السادس الذي يقتل بانفجار قنبلة منذ ذلك الحين. وتبنت ما يسمى ب«سرايا الأشتر» عملية تفجير رجل الأمن، وذلك من خلال بيان عبر حسابها في الانترنت، فيما يعتبر هذا التفجير ضمن سلسلة أعمالها المسلحة في البحرين منذ ظهورها قبل أكثر من عام ونصف. ومن جانب آخر، استنكرت الجمعيات السياسية، والنواب الجدد وأعضاء مجلس الشورى، الانفجار الذي أدى إلى مقتل رجل الأمن، وذلك في بيانات أصدروها حصلت «اليوم» على نسخة منها، فيما نال الانفجار استنكارات شعبية واسعة. وأشاروا إلى أن مثل تلك الأعمال «الإرهابية»، هدفها زعزة الأمن والاستقرار، والانتقام من البحرين التي أنجحت التجربة الديمقراطية، واستطاعت الإثبات للعالم بأنها بلد مستقر، فيما توعد النواب من جانبهم بتشديد العقوبات على الإرهابيين، وإصدار قوانين رادعة لهم بعد انعقاد المجلس التشريعي. إدانة أمريكية من جانبها، أدانت السفارة الأمريكية في البحرين الانفجار الأول، حيث اصدرت بياناً قالت فيه «نُدين بشدة الهجوم الحقير الذي حدث في دمستان وأسفر عن مقتل شرطي، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر وأصدقاء وزملاء الشرطي القتيل، قلوبنا مع أولئك الذين سيجدون أنفسهم في حالة حداد نتيجة لهذه الجريمة النكراء». وتابع البيان: «الهجمات القاتلة مثل التي حدثت غير مبررة تماماً، إننا نشدد على أهمية الهدوء ونحث جميع الأطراف المعنية على بذل كل ما في وسعهم لمنع مزيد من العنف، ويتحتم على جميع شرائح المجتمع البحريني المساهمة في تهيئة مناخ مؤات للمصالحة والامتناع عن ارتكاب أعمال العنف والتحريض». وانخفض مستوى العنف في البحرين خلال الأشهر الماضية، بسبب زيادة الإجراءات الأمنية، وتغيير بعض المواقف الدولية المتبنية لحركة المعارضة الشيعية في المملكة، إلا أنه عاود بالارتفاع مجدداً مع قرب الانتخابات البحرينية التي جرت في ال22 من نوفمبر الماضي، حيث أصيب رجل أمن بانفجار قنبلة محلية الصنع. وتتهم السلطات البحرينيةإيران وحزب الله وبعض الميليشيات الشيعية بالوقوف وراء تدريب الجماعات الشيعية في معسكراتها في مختلف الدول، فيما ألقت القبض سابقاً على عدة خلايا قادمة من إيران أو العراق، أو سوريا، أو الجنوب اللبناني، بعد أن تدربوا على قتال الشوارع وحرب العصابات، والمتفجرات والأسلحة وغيرها. وكان الزعيم الديني للمعارضة في البحرين عيسى قاسم دعا في احدى خطبه الى «سحق رجال الأمن» رداً على ما اسماه اعتداءات على المواطنين، ما أدى بعدها الى زيادة وتيرة اعمال الشغب والارهاب.