في مناسبة مرور نصف قرن على مسيرة دار «اليوم» للإعلام وريادتها الإعلامية الزاخرة بالإنجازات على كافة المستويات في خدمة الوطن والمواطن، نسترجع بالذكرى الصعوبات التي واجهتها في بداياتها منذ تأسيسها في عام 1384ه على يد ثلة من المؤسسين العصاميين الذين كان يقودهم الأمل ويحدوهم الطموح لإنشاء مؤسسة إعلامية تنطق باسم الوطن وهي منه وإليه فعلا وتفاعلا.. مع همومه وآماله شعبا وقيادة، وكيف تمكنت بإصرار مؤسسيها وكوادرها من تذليل الصعاب وتحويلها إلى نجاحات وأرقام قياسية في وقت قياسي حتى أصبحت منبرا إعلاميا يشار إليه بالبنان، فإذا هي صوت للمواطن، وإذا هي صيت للوطن بانجازاته القارية والعالمية، وبفضل التخطيط العلمي- عبر خطتها الاستراتيجية التي اتبعت فيها أفضل الممارسات التطبيقية في علم الإدارة وتطوير الأداء- كانت أسرع المؤسسات الصحفية نموا خلال السنوات العشر الاخيرة.. وإدراكا لمسؤوليتها تجاه الوطن، انتهجت «اليوم» طوال مسيرتها الاحترافية في العمل وحققت انجازات على المستويين المحلي والإقليمي بل والعالمي ايضا، وأصبحت مصدر فخر واعتزاز، وفق خطتها الاستراتيجية التي بُنيت على التميّز والجودة، فهي أول مؤسسة صحفية تصدر صحيفة متخصصة في الإعلانات المبوبة «المبوبة»، وتحافظ على تصدر السوق السعودي طوال عشر سنوات، كما أنها أول صحيفة تنشئ بنية تحتية لصالة أخبار متكاملة تقنيا «newsroom» وفق أحدث المعايير العالمية، وتحقيق شهادة الأيزو «3-12647» العالمية لجودة طباعة الصحف من منظمة إفرا، كثاني أفضل مؤسسة صحفية على مستوى العالم كعلامة للجودة والتميز وشهادة الآيزو للجودة حسب المواصفة العالمية «2000:9001»، إضافة لحصول مطابع الدار على عضوية نادي النخبة العالمي للطباعة بجدارة واستحقاق والذي يضم أفضل 40 مطبعة في العالم فقط. و«اليوم» هي أول مؤسسة صحفية تقوم بعملية استحواذ لامتلاك شركة إعلامية «روناء للاعلام المتخصص» التي تصدر أكثر من 30 مجلة ودورية، والتي تعد الاسم الأبرز والأعرق في أعداد وتحرير وطباعة المجلات، وهي أول مؤسسة تنشئ مركز تدريب مستقلا ومتكاملا مرخصا من المؤسسة العامة للتدريب المهني بين الصحف، ساهم في صقل مهارات موظفي الدار وغيرهم، وحقق أرقاماً قياسية على مستوى الصحف في ساعاته التدريبية بأكثر من 84 ألف ساعة خلال السنوات العشر الأخيرة. هذه النجاحات والأوليات لم تأت صدفة وإنما نتاج جهد وعمل دؤوب لم تبخل خلاله الدار على ابنائها بالمال او بالجهد او التدريب او التشجيع، فالشكر لكل الشباب من منسوبي اليوم الذين لم يدخروا وسعا وجهدا وعلما إلا وقد سخروه لمنظومتهم الاعلامية المتكاملة التي تزداد توسعا ونماء.. مما توج هذا العمل والنجاح والنمو المتسارع اخيرا بتحويل «اليوم» الى شركة قابضة تحت مظلتها عدة شركات متميزة، ولا تزال القافلة تسير والانجازات تتحقق.. ولا شك أن دعم الدولة «أيدها الله» وقيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد «يحفظهم الله»، ودعم مقام الإمارة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف.. وكذلك دعم وزارة الثقافة والإعلام هو ما أسهم في تحقيق هذه الانجازات التي سجلت باسم الوطن بمداد من ذهب وأجمل ما فيها أنها تحققت بسواعد وعقول سعودية شابة وهو مصدر الفخر والاعتزاز.. كل هذه الإنجازات تجعلنا نؤكد على أن اليوم «شابة في الخمسين» بنضارتها وبريقها المتلألئ.. وكل «نصف قرن» ودار اليوم للاعلام في تقدم وازدهار وتفوق ونمو.