في أي فضاء نريد الاقبال عليه أو صنعة او مهارة نبتغي اتقانها قد تكون الخطوة الأولى هي الأصعب وهي عند البعض الآخر الأهيب. حيث يخاف منها غالب الناس ولكن بعد ان يكسروا حاجز الخوف والتوتر والتخيلات سرعان ما تكون هذه الخطوة الاولى نمطية وتلقائية ننفذها دون أي تفكير أو استعداد. رهبة الخطوة الأولى تمنعنا أحيانا من التجربة, من شرف المحاولة, من الانفتاح على آفاق جديدة كنا نخاف الاقتراب منها ولكننا لا نعلم لم هذا الخوف والتردد!! اتذكر حين تعلمت قيادة السيارة وكيف كنت اركز على الخطوة الاولى في كل شيء, من امساك المقود الى تغيير السرعات الى التوقف. وبعد فترة بسيطة اصبح الانسان يقوم بهذه الاشياء بلا خوف أو وجل بل وهو احياناً يتحدث بالهاتف او يتجاذب اطراف الحديث مع صديق وربما وهو مطلق عنان الخيال بعيداً حيث يفكر في أمر ما. في كل مسار من مسارات الحياة واعمالها وعلاقتها ثمة رهبة من الخطوة الاولى, لأننا نخاف من الفشل ولكن مرات التراجع ستكون أكثر حين نرتبك ونفقد توازننا أمام كل تجربة جديدة نريد ان نخوضها. الانسان العملي يكسر هذه الحواجز ولا يتوقف عندها والانسان المتردد والحائر يطيل الوقوف أمامها ولا يحسم هذه الحيرة فيفقد الكثير من الفرص ويضيع المزيد من الوقت ويعلق الملفات والمواضيع بلا نهاية. مهم جدا أن يعلم الإنسان انه كائن يتعلم طول الوقت وأن ما يستثقله ويتردد في القيام به سوف يكون خبيراً فيه بعد فترة حيث يُعلم الناس كيف يفعلون ذلك بعد سنوات. يحدثني أحد من أهم المحاضرين في العالم العربي عن بدايته في الالقاء حيث يقول إن اول مرة وقفت فيها امام الناس كانت الورقة تهتز في يدي وجسمي يتصبب عرقاً, وكان من السهل أن انسحب ولا اعود لأقف أمام الناس لكني كسرت حاجز الخطوة الاولى وواصلت ولم استسلم لهذه المشاعر السلبية وأنا الان من كبار المدربين في مجال الإلقاء والتأثير ولله الحمد. لا تسمع أصوات المثبطين ولا تتوقف عند اقوال الفاشلين فسوف يُصعبون عليك الخطوة الأولى ويجعلونها من عالم المستحيل وأنت بإبداعك الكبير لن تستسلم فتقدم واكسر حواجز وهمية غير موجودة إلا في خيالك. لا يتهيب الطفل السقوط وهو يتعلم المشي فلا تتهيب الاقدام وطرق بوابة الخطوة الأولى في كل مضمار وأي تجربة ولا تنس أنك سوف تضحك على خوفك هذا حين تكون خبيراً يستشيره الناس في هذا المجال بعد زمن.