وتستمر اخفاقاتنا وتزيد انكساراتنا، ويصل الغيظ والغضب حدهما بعد خروج منتخبنا لكرة القدم الأول من كأس الخليج 22، والتي أقيمت على أرضنا بالرياض!! ويواصل الجمهور امتعاضه، والإعلام الرياضي يستمر برمي شظاياه تارة للاعبين وتارة للأندية، وأخرى للجهاز الإداري، وجلها للمدرب لوبيز، الذي ربما تم الاستغناء عنه -بلا رجعة- عند نشر هذا المقال. يبدو أن رياضة كرة القدم السعودية قد احتواها التعصب المقيت والعنصرية البغيضة، وأصبحت لا ترى إلا بألوان الأندية، ويبدو أن الخلاص من هذه الصفات أصبحت مستحيلة، ولن يستطيع أحد مهما بلغ من جبروت وقوة مسحها، أو مسخها، فهي متجذرة في أعماق العقل الجماهيري المتعصب، بل إن ما يزيد الألم هو رعاية وسقاية بعض الرموز الإعلامية لهذا التعصب الرياضي للأندية ومنسوبي الأندية، على حساب منتخب وطن، كان حري به أن يترفع عن كل هذا الاستخفاف والتعصب الأعمى!! وبما أن الأمور ساءت، وربما تستمر في السوء، فإن هناك فكرة جديدة لتأسيس منتخب وطني، بعيدا عن انتماءات الأندية وتعصبها، وإن كانت هذه الفكرة يبدو أنها غير منطقية منذ وهلتها الأولى، ولكنها قد تكون مرحلة تجريبية!! هذه الفكرة عبارة عن اختيار فريق كرة قدم بعدد معقول من المدارس والجامعات، أو حتى من أندية الدرجة الثانية والثالثة، وليس من الأندية الرياضية الممتازة التي تشبع لاعبوها بالمال والشهرة، وهذا الفريق يكون تحت إشراف مدرب أو كوكبة مدربين ذوي كفاءة عالية سعودية أو أجنبية، ولا بأس أن يلتحقوا بهم في إحدى الأكاديميات العالمية في أمريكا الجنوبية أو أوروبا باستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى، ولكن بشرط أن نكون صابرين عليهم، حتى يكون منتجا عاليا يعيد للكرة السعودية وهجها وتاريخها الناصع، وبذلك نكون قد دحرنا معظم التعصب وابتعدنا عن من خذلونا في المحافل الدولية، بدافع الملل والغرور وأحادية الألوان لأندية بعينها أو لجمهور لا يهمها إلا ما تقدمه أنديتها أو لاعبوها!! أما مسألة نظامية أو قانونية مثل هذا الإجراء المقترح، فإني أتركه لرجال القانون والنظام، ولكنني متفائل بنجاح هذه التجربة؛ إذا أيقنا بأن أكثر من صنع الإنجازات الذهبية في الألعاب الأخرى هم من الأفراد العسكريين، تحت مسميات الاتحادات الرياضية، واعتقد أن هذا واضح لدينا ولا يحتاج المزيد من الايضاح!! إن علة منتخبنا لكرة القدم في السنوات الأخيرة، تعود لتعصب الجماهير لأنديتها ولاعبيها المفضلين، وكذلك معظم العاملين في رياضتنا، والذين لا يجدون الغضاضة في ميولهم وانتماءاتهم، بل بالسعي لفرض آرائهم على مدرب المنتخب أو على الجهاز الإداري له، وما قاله بعض اللاعبين السابقين لمنتخباتنا أكبر دليل على هذه التدخلات الغريبة إما بالواسطة أو النفوذ أو غيرهما وهذا واضح أيضا من بعض الأسماء التي نتفاجأ بوجودها في التشكيل!! وإذا كان منتخبنا لم يستطع إحراز بطولة الخليج على أرضنا، وبهذه الكوكبة من لاعبينا، فأعتقد من باب أولى أن نسلم ببطولة آسيا التي هي على مسافة شهر تقريبا، والأمل -بلا شك- ضعيف في ظل الاستعداد القصير!! كان الله في عون منتخبنا من لاعبين وأعضاء اتحاد سعودي لم يوفق حتى الآن في كسر هذا الجفاء بينه وبين الجمهور السعودي، العاشق، وعدم بناء الثقة كما يجب وندعو أيضا بالتوفيق لمدرب قادم لا نعرف كيف سيكون تعامله مع التشكيل المنتظر، ولكننا بالتأكيد سنحاول الوقوف مع الأخضر أينما يحل ويشارك، فلربما تتحطم الانتكاسات والخسائر على شواطئ أستراليا، فيظهر لنا يوم جديد بإشراقة خضراء، يبتسم معا السعوديون، ليبدأ عصر كروي رياضي جميل، نتمنى!!