بغض النظر عن نتيجة "نهائي الخليج" غداً الأربعاء مع قطر والتي نأمل أن تكون ايجابية ل"الأخضر"، فالمطلوب من الشارع الرياضي السعودي في مختلف انتماءاته وتوجهاته أن يراجع حساباته وأن يثمن الجهود والعطاءات التي قدمها النجوم بقيادة الاسباني لوبيز الذي كان ولايزال يواجه حروبا عدة من الاعلام والأندية وبعض اعضاء اتحاد الكرة، ولم يشفع له ويناصره الا نتائجه التي وان اسعدت الكثير من "ابناء الوطن" العاشقين للعلم المتزين بالاخضرار والسيفين والنخلة الا أنها حتما لم تسعد الذين قاتلوا من أجل رحيل لوبيز لاسباب لا ترتبط بعمله إنما لأمور شخصية تولدت بعد تصريحاته عن عدم تعاون بعض الأندية مع المنتخب واتهامه لبعض اللاعبين بالهروب عن ارتداء شعار الوطن بمحاولة ايجاد الاعذار، فضلا عن اعتماده على عدد من النجوم الذين رأى فيهم القدرة على تنفيذ اسلوبه واتقان خططه وتحقيق النتائج الإيجابية واستعادة جزء من هيبة "الكرة الخضراء". ما تعرض له المنتخب السعودي ومدربه الاسباني لوبيز ربما لم يتعرض له أي منتخب ومدرب آخر، جميع الأطراف كانت ضدهما، حتى أصبح المتابع لا يعلم إلى أي هدف يريد الوصول إليه من يرفع شعار الهجوم، تارة يتحدثون عن الوطنية وتأسيسها وغرسها لدى الجميع وضرورة الوقوف مع "الأخضر"، وهذا مناف لما يفعلونه مع لوبيز ولاعبيه، وتارة أخرى يرون عدم اقحام الوطنية بالرياضة ومع الأسف أنهم تفردوا وحققوا اولوية برفع هذا الشعار حتى جعلوا الجماهير تغيب وتقاطع مباريات "منتخب الوطن" الذي كاد أن يتعرض لهزة عنيفة على مستوى الاستقرار وعلاقة اللاعبين بالمدرب، منذ أكثر من ثلاثة اشهر وإلى ما قبل "خليجي 22" واثناء المنافسة، لولا أن الاسباني بقي متماسكا في وجه الحملات الاعلامية والتصريحات التي كانت تستهدف افشال عمله بأي طريقة منذ تصريحه الشهير عن بعض لاعبي المنتخب وتوجيه النقد لهم، لم يدعه الاتحاد يرحل الى بلاده مصحوبا بقرار الاقالة، ولم يحمه ويوفر له الاجواء التي تساعده على العمل وتحفظ استقرار المنتخب، ونتيجة لهذه التصريحات غير المدروسة أصبح يعاني، ولاعب المنتخب يعاني، وعلى الرغم من ذلك كان الرجل وكتيبته التي تسلح بها في قمة التماسك والسير نحو هدف المشجع السعودي الغيور، فتأهل ب"الأخضر" إلى نهائي "خليجي 22"، وهذا انصاف للأسباني الذي تقول الارقام إنه هو من قاد الكرة السعودية إلى نهائيات "آسيا 2015" حتى وهو يعيش محاولات التثبيط وزرع الالغام في طريقه. قنوات الوهن لم تعد بعض القنوات والبرامج الرياضية مغرية للمتابع في ظل تكلسها وتعصبها وتجميع (كل من هب ودب) ودعوة (المتردية والنطيحة) واستضافة كل متعصب، أصبحت طاردة للذوق والرقي ونافذة تضخ كميات هائلة من التعصب في جسد الرياضة والتأثير على اللحمة الوطنية، لا يوجد ضيف يستحق المتابعة، كلهم في الهواء سواء، حتى الضيوف القادمون من الخارج فهموا اللعبة والماركة المسجل باسم قنوات وبرامج "الوهن الاعلامي" فصاروا يسايرونها في الكشف عن الوجه القبيح للتعصب بالمقارنات والتعدي والنيل من رياضة الوطن ونجومها بلا حياء او خجل لنكتشف أننا نحن من يصدر ويستورد التعصب من دون مراعاة لأي اعتبارات تتعلق بمصلحة رياضتنا ولحمتنا، وحتى نكون منصفين فخالد جاسم ومحمد سعدون وغيرهم القلة القليلة هم من يثلج الصدر ويفيد المتابع ويتماشى مع الطرح الاعلامي المميز برقيهم وحسن إدارتهم لبرامجهم!