كشف المتحدث الرسمي بوزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان ل"اليوم" عن ضبط بعض حالات التجاوز من المتقدمين على برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في مرحلته العاشرة، إلا أنه وصفها ب "المحدودة جدا" كإدخال معلومات غير دقيقة، لافتا إلى أن هذا الأمر - باعتقاده - يعد من التزوير ويكفي صاحبه أنه ارتكب خطأ وحماقة بإدراج مثل تلك المعلومات الخاطئة والتي ستنعكس سلبا على عملية ترشيحه للبرنامج، مؤكدا في الوقت نفسه أن البرنامج استطاع مع الوقت زرع ثقافة لدى المتقدمين بأن القائمين على البرنامج جادون في تطبيق التعليمات والالتزام بما هو مطلوب، ونلحظ ذلك حتى على مستوى الملتقيات التي نجد فيها الالتزام بالحضور دقيق جدا. وأوضح أن الفترة الماضية شهدت نقلة نوعية في تطوير البرنامج من حيث الإجراءات، والتخصصات التي تم تحديدها وفقا لعدة اعتبارات، من بينها احتياجات المملكة الفعلية للتخصصات، وأيضا تم عقد عدة ورش شارك فيها متخصصون سواء من سوق العمل أو الأساتذة من الجامعات السعودية المختلفة، وتم من خلالها تحديد التخصصات المطلوبة فعلا للابتعاث. وأضاف الحيزان: إن المرحلة العاشرة عملت على تحديد أفضل 200 جامعة في التخصصات التي سيرشح إليها المبتعثون، فكل تخصص له تميز وبالتالي حينما نجمعها مع بعضها البعض فإن الناتج سيكون كبيرا من ناحية اختيار الجامعات المتميزة لإلحاق المبتعثين بها، وهذا تأكيد للجودة المطلوبة في مخرجات هذا البرنامج، مشيرا إلى أنهم متفائلون بأن المبتعثين الذين سيأتون من هذه المرحلة أو المرحلة السابقة سيشكلون إضافة كبيرة للتنمية في المملكة. وذكر أنهم يقومون بعملية تقييم للبرنامج في كل سنة، سواء فيما يتعلق بالتخصصات أو بمخرجاتها بشكل عام خلال السنوات الماضية، ودائما يكون هناك تطوير بإضافة تخصصات معينة حسب الاحتياج، أو كلما جد أمر جديد وخاصة أن بعض التخصصات تطلب اضافتها، ومبينا أنه للأسف ربما يراها البعض كنوع من التعقيد للطلبة بقدر ما هي قضية تنظيمية بحتة، في قضية حمل اختيار الاشخاص وغيرهم من المرشحين. وفي محاضرته ضمن فعاليات اليوم الثاني لملتقى المبتعثين بالخبر، دعا الحيزان المتقدمين للالتحاق بالبرنامج إلى التعامل بحذر مع وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت عموماً، وتجنب المزاح في الموضوعات المثيرة للجدل، مؤكداً أن الطالب يتجسد فيه أقوى أنواع التواصل وهو الاتصال الشخصي المباشر، القادر على تغيير قناعات الأشخاص إذا ما دعمه السلوك الإيجابي، لافتاً إلى أن ما يليه في التأثير هو الاتصال الجمعي، والمتمثل في الحديث إلى حشد، ويمكن للطالب استثمار فرصة التحدث أمام زملائه وأساتذته في الفصل الدراسي، من خلال الحديث بشكل مسؤول. ودعا الحيزان الطلبة إلى عدم إضاعة فرصة تعزيز الصورة الإيجابية للوطن، من خلال التخلي عن مسؤولياتهم وإلقاء اللائمة على الجهات الأخرى، والتقليل من دور الفرد في إحداث التغيير بالرغم من كونه العنصر الأقوى، مشيراً إلى عدد من الأمثلة السلبية التي يتصرف فيها الفرد سلوكيات قد يعزى السبب فيها للانتماء الديني أو الوطني. وأشار الحيزان إلى أمثلة مشرفة لطلبة سعوديين في الخارج ساهموا في نقل صورة حضارية مشرفة عن وطنهم وقيمهم الإسلامية، ومنهم الطالب السعودي مشاري السريحي الذي توفي خلال إنقاذه شاب أمريكي ووالده من الغرق، والمبتعث محمد راجح الشهراني الذي أنقذ أسرة أمريكية من الموت ومنحه الدفاع المدني الأميركي وسام الشجاعة، على موقفه، والمبتعث ياسر الشنيف الذي أنقذ طفلاً من سيارة مشتعلة قبل انفجارها، وعدد من الأمثلة الأخرى.