رفض وزراء النفط من الكويتوالجزائر احتمال إجراء تخفيضات في الإنتاج في الوقت الذي تَراجَع فيه سعر الخام إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، وهو ما دفع فنزويلا إلى المطالبة بعقد اجتماع طارئ لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك). وقال وزير النفط علي العمير في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، إن الكويت لم تتلق دعوة لعقد أي اجتماع أوبك عاجل لبحث تخفيضات ممكنة في الانتاج. وقال وزير النفط الجزائري يوسف يوسفي قبل يومين إنه لا علم لديه بوجود أية خطط لجلسة طارئة، ولم يكن يشعر بالقلق بخصوص مستويات الأسعار الحالية. الأسواق الهابطة لخام برنت والخام الأمريكي تضغط على التوافق والإجماع في أوبك بخصوص مستويات الإنتاج، قبل الاجتماع المقرر أن تعقده المنظمة في 27 نوفمبر في فيينا، وفقاً لما قاله أوليفييه جاكوب، العضو المنتدب في بتروماتريكس المحدودة في زوغ بسويسرا. يشار إلى أن أوبك توفر 40% من النفط في العالم، كما أن أكبر منتجي في الخليج العربي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق وإيران، قدموا تخفيضات أعمق للمشترين في آسيا للحفاظ على حصتهم في السوق وسط وفرة عالمية. وقال وزير النفط الكويتي علي العمير في تصريحات أوردتها وكالة كونا أمس: «لو كانت لدينا وسيلة للحفاظ على استقرار الأسعار أو شيء من شأنه إعادة الأسعار إلى مستوياتها السابقة، فإننا لن نتردد في اتباع هذه الوسيلة». وأضاف: «ليس هناك مجال للبلدان للحد من إنتاجها» كما قال، من دون اعطاء مزيد من التفاصيل. ارتفاع الناتج الإمدادات الوافرة، الناتجة بفعل ارتفاع الإنتاج من الولاياتالمتحدةوروسيا، دفعت خام برنت إلى سوق هابطة في الاسبوع الماضي. تراجع المؤشر المرجعي الأوروبي أكثر من 20% عن ذروته للعام في 19 يونيو، وهو ما يعتبر من الناحية الفنية تعريفاً شائعاً للسوق الهابطة. وانخفض مزيج برنت يوم 10 أكتوبر إلى أدنى مستوى له منذ ديسمبر كانون الاول عام 2010. ثم تراجع بنسبة عالية وصلت إلى 2.7% اليوم وكان عند مستوى 88.41 دولار للبرميل في الساعة 3:20 عصراً في لندن. قال جاكوب من بتروماتريكس عبر الهاتف اليوم: «هذا سيعمل على زيادة الضغط على السعودية لخفض الانتاج من أجل رفع الاسعار». يشار إلى ان المملكة تملك معظم الطاقة الإنتاجية غير المستغلة في أوبك ويمكن أن تؤثر على الأسعار العالمية عن طريق ضبط كميات النفط الخام التي تضخها. وأضاف: «إنهم يعطون علامات متزايدة أن السعودية لن تفعل ذلك من تلقاء نفسها. كما أن المملكة لا تريد أن تفقد حصتها في السوق في آسيا». عدم الارتياح في فنزويلا تقوم أوبك بزيادة الإنتاج في الوقت الذي يعترك فيه أعضاؤها للحصول على الحصة السوقية ويسعون لتلبية الطلب المحلي المتزايد. وقالت المنظمة في آخر تقرير شهري لها حول سوق النفط، الصادر في العاشر من أكتوبر، إنها ضخت 30.47 مليون برميل يومياً من النفط في سبتمبر، وهو أعلى معدل منذ أغسطس 2013. وفي الفترة الأخيرة وسعت السعودية وإيران والعراق الخصومات التي تعرضها على أنواع الخام الرئيسية التي تباع إلى آسيا الشهر المقبل إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2009 على الأقل. وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية تعليقا لها على حسابها على تويتر في 10 اكتوبر إن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعطى تعليمات لطلب عقد اجتماع استثنائي لأوبك. ونقلت الوزارة عن رافائيل راميريز، وزير النفط السابق قوله إن «سعر النفط مهم بالنسبة لبلادنا، وسنبدأ إجراءات لوقف سقوطه». ربما يقترب هبوط الأسعار من نهايته، في الوقت الذي لا يرجح فيه للاقتصاد العالمي أن يتراجع أكثر مما كان عليه، وفقاً لتحليل من بنك اوف أمريكا. وقد تراجع الخصم على العقود الآجلة لخام برنت لمدة شهر، وهو ما يشير إلى أن تخمة العرض التي تلقي بثقلها على الأسعار على المدى القصير هي الآن في حالة تراجُع، وفقاً لما قاله فرانسيسكو بلانش، رئيس قسم أبحاث السلع في 7 أكتوبر. وقال بلانش في مكالمة هاتفية من نيويورك: «إن حقيقة أن الفروق بدأت بالتضييق تعتبر مؤشراً على أن عبء العرض بدأ الآن بالتراجع. الجانب السلبي سيكون محدوداً إلى حد ما، ما لم يتحول العامل الاقتصادي الكلي إلى وضع أسوأ بكثير، وليس هناك الكثير من الأسباب للاعتقاد بأن ذلك سوف يتحول إلى وضع أسوأ بكثير من ذي قبل». وقال الوزير يوسفي في الجزائر أمس في مؤتمر صحفي في مدينة وهران إن أسعار النفط الخام تراجعت بسبب عدة عوامل، بما في ذلك إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، والتطورات الجيوسياسية والمضاربة.» وأضاف: «نحن نتابع باهتمام كبير مستوى أسعار النفط، ولكننا هادئون تماماً.». ربما لن ينخفض النفط الخام إلى ما دون 76 إلى 77 دولاراً للبرميل لأن ذلك المستوى أعلى تكلفة للإنتاج في الولاياتالمتحدةوروسيا، وفقاً لما قاله العمير. ولدى الدولتين إمدادات وفيرة، وهما خارج منظمة أوبك. وقال يوري سنتيورين، نائب وزير الطاقة الروسي للصحفيين، في أبو ظبي أمس إن روسيا تشعر بالقلق إزاء التقلبات في أسعار النفط وستستمر المشاورات المنتظمة مع أوبك بشأن تثبيت الاستقرار في الأسواق.