تلقيت دعوة كريمة من منتدى الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري للدراسات السعودية في دورته الثامنة، وذلك للمشاركة في المنتدى السنوي لعام 2014م والذي ينعقد في الجوف والغاط بالتناوب. وقد كان هذا العام 2014م في الجوف لمناقشة المسئولية الاجتماعية لمشروع «وعد الشمال». وقد تمت دعوة نخبة من المفكرين المهتمين بالمسئولية الاجتماعية للمشاركة في جلسات المنتدى. إن اهتمام مؤسسة الأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري الخيرية بالمسئولية الاجتماعية للمشاريع والشركات على مستوى المؤسسات الخيرية سابقة وطنية طيبة، فقد جمعت بين مسئوليتها الخيرية ومسئوليتها الاجتماعية بالمساهمة في التوعية بالمسئولية الاجتماعية على مستوى المجتمع والشركات. ويعد المنتدى واحداً من أبرز فعاليات المؤسسة الثقافية المنبثقة عن المؤسسة الخيرية الأم. وقد كان تركيز برنامج المنتدى الثامن على مدينة وعد الشمال والآثار التنموية المتوقعة والمسئولية الاجتماعية للمشروع. والحقيقة أن الكثير من المعلومات عن وعد الشمال لا يعرفها السواد الأعظم من الاقتصاديين والاستراتيجيين، ناهيك عن ضعف وعي عامة الناس بمشروع مدينة وعد الشمال ومسئوليته الاجتماعية، لكن المنتدى المتميز لمركز الأمير عبدالرحمن السديري الثقافي أنجز ما يشكر عليه من فعاليات اقتصادية وثقافية لتوعيتهم. وكان الأجدر أن تقوم شركة «معادن» الربحية بدورها التوعوي للمجتمع عن مشروع مدينة وعد الشمال. ولقد أجاد المنتدى في طرحه لاهداف المنتدى بتسليطه الضوء على مشروع مدينة وعد الشمال، وكذلك على دور الشركات الكبيرة التي تنفذ المشروعات الاقتصادية العملاقة في المملكة، وذلك فيما يرتبط بأدوارها غير المشروطة في تنمية المجتمع من خلال المسئولية الاجتماعية للشركات. ولم تكن البيئة غائبة عن النقاش في المسئولية الاجتماعية للشركات بما تؤديه الشركات من نشاطات ذات تأثيرات ايجابية على البيئة. وأيضاً أجاد المنتدى في استعراض تجارب ناجحة للمسئولية الاجتماعية في المملكة ومنها شركة «التابلاين» التي ساهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل من النعيرية وعرعر وطريف والقيصومة ورفحاء. وقد كان لشركة التابلاين دور كبير في تأسيس قرية حزم الجلاميد والتي تبعد حوالي 100 كيلو متر عن مسار خط التابلاين. واليوم تعود الأنظار إلى حزم الجلاميد بعد اكتشاف كميات تجارية للفوسفات فيها، ويتوقع بعض سكانها العاطلين عن العمل توافر الوظائف التي تغنيهم عن الاعتماد على الدعم المتواضع للضمان الاجتماعي. ولقد أجادت اللجنة المنظمة للمنتدى في اختيار شركة أرامكو السعودية للتكريم بصفتها الشركة الوطنية الرائدة والمتميزة في مجالات التنمية الاقتصادية والمسئولية الاجتماعية والثقافية والتوظيف في المملكة. وبالرغم من استبعاد شركة ارامكو السعودية من معايير المسئولية الاجتماعية دولياً لأسباب إجرائية إلا أنها ستبقى متميزة على المستوى المحلي، وذلك حسب المعايير المحلية في المملكة لأنها تهتم بالتنمية المحلية في جانب المسئولية الاجتماعية. وختاماً، نأمل من المؤسسات الخيرية والشركات الكبيرة المساهمة في التوعية بالمسئولية الاجتماعية وممارستها على غرار ما تؤديه مؤسسة الأمير عبدالرحمن السديري الخيرية من دور فعال في هذا الجانب المحرك للتنمية الاقتصادية والمجتمعية في المملكة.