حصل الأبيض على المركز الثالث في خليجي 22، ولم تبادر الجماهير الإماراتية إلى تهنئة بعضها بعضاً بهذا المركز، فهو أقل من مستوى الطموح، هذا الأمر بحد ذاته يدفع للتأمل، فهذا الفريق جعل من سقف طموحات هذه الجماهير مرتفعاً للغاية، فهي تجزم بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، أصبحت جماهير الأبيض تثق به أكثر من السابق، لذا هي لا ترى سوى الأول فهو المكان المناسب والمركز اللائق. اختتمت دورة الخليج التي لم تكن كريمة للغاية مع أبيضنا، بقدر ما كان علي مبخوت مهاجم الأبيض كريماً معها، وإذا كانت أهداف مبخوت الخمسة التي أحرزها هي كل ما اشتملته البطولة من أهداف لكفاها، ولو كانت قائمة نجومية الدورة حكراً عليه لكفاها، ولعلي أكتب هذا المقال قبل معرفة اختيارات الجوائز الفردية، لذا أتمنى أن يتم الابتعاد عن مبدأ مراضاة الجميع، وبغض النظر عن حصوله على لقب الهداف، فمن كان يرى أن هناك من يستحق جائزة أفضل لاعب باستثناء مبخوت فلا بد أنه كان يشاهد بطولة أخرى. النقطة الغريبة في مشاركة منتخبنا الخليجية كانت في المستوى غير المتوقع الذي ظهر به حارس مرمانا علي خصيف، لم يكن هو الأسد الذي نعرفه، لا نعلم السبب في تراجع مستواه مؤخراً سواء في ناديه الجزيرة أو المنتخب، ولكن نتمنى أن يراجع نفسه ويعيد اكتشاف إمكاناته وهو الذي لطالما كان سداً منيعاً لعرين الأبيض، ولطالما تغنينا بقدراته المميزة. على الجميع مراجعة أنفسهم قبل الدخول في الأجواء الآسيوية، ولن تكون المهمة هناك سهلة على الإطلاق، وقد أثبتت كأس الخليج أن منتخبنا لن يكون في نزهة عندما يخوض مباريات مجموعته الصعبة، كل مسؤول عن هذا المنتخب مطالب باستخلاص الدروس والعبر قبل المعترك الآسيوي، إذ لا يوجد عمل بلا أخطاء ولكن الخطأ الأكبر يكون في التغاضي عنها والتجاوز عن إصلاحها. عاد الأبيض من الرياض وعدنا نحن، وكأننا لم نعد وكأننا لم نغادر الوطن، شكراً لك أيتها الرياض، وشكراً للشعب السعودي الرائع، الذي كان نموذجاً في الكرم والضيافة، وكأن الرياض عندما أمطرت سماؤها ذات مساء، تبكي فراق ضيوفها والأشقاء، وكأن الرياض عندما غادرتها مودعاً لوحت لي بيديها وعلى أمل لقاء قريب «وقالت لي في أمان الله». نقلا عن صحيفة الاتحاد الاماراتية