أثبتت دراسة طبية حديثة أن الإفراط في تناول السكريات يسبب إلى جانب زيادة الوزن والبدانة حالة من الاكتئاب الحاد والقلق النفسي. ولفتت الدراسة إلى أن «الفركتوز» يعمل على زيادة حدة الأعراض المرتبطة بالضغوط النفسية عمومًا، ولدى المراهقين خصوصًا، مبينة أن التعرض المستمر لمثل هذه الحالات لفترات طويلة من الممكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وحدوث خلل في نظام المناعة وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وأمراض الشيخوخة. وأجرت رئيس فريق الباحثين في جامعة «إيموري» بولاية أتلانتا الأمريكية كونستانس هاريل تجارب على الفئران بعد إخضاعها في سن المراهقة لنظام غذائي عادي يعتمد على تناول كميات كبيرة من سكر الفواكه، وبعد مرور 10 أسابيع تعرضت الفئران لإرهاق شديد، وعانت من وجود «هرمونات إجهاد» مختلفة، وخلصت الباحث إلى أن تناول كميات من سكر الفواكه طوال سنوات المراهقة يؤدي إلى تفاقم سلوكيات الاكتئاب، وأضافت هاريل إن «الفركتوز» يؤثر على طريقة استجابة الجسم والمخ للإجهاد. كان علماء ألمان قد توصلوا في دراسة سابقة إلى أن تناول كميات كبيرة من السكريات يسبب تدمير خلايا المخ، وبالتالى تقليل نسبة تركيز الشخص بشكل واضح وملحوظ، مما يجعله عرضة للإصابة بفقدان الذاكرة والخرف، وشددت الدراسة التي أجراها فريق من جامعة شارتيه الألمانية على أن اتباع نظام غذائي معتمد اعتماد كليًا على السكريات له مخاطر كارثية على رأسها فقدان الذاكرة، خلاف الدراسات السابقة التي تحدثت عن فاعلية تناول الأطعمة السكرية في محاربة السمنة، وذكرت نتائج الدراسة التي اختارت 141 شخصًا من غير المصابين بمرض السكري أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات منخفضة من الجلوكوز في الدم حققوا نتائج جيدة عند الخضوع لاختبارات الذاكرة، على العكس من أصحاب مستويات الجلوكوز العالية الذين سجلوا نتائج تدل على ضعف الذاكرة وتدهور وظائف الإدراك، وينصح خبراء التغذية باستبعاد العصائر والمشروبات الغازية من وجبة العشاء أو حتى السحور في شهر رمضان لما تحويه من نسبة عالية من السكريات، يمكن استبدالها بكوب من الحليب أو الماء تجنبًا لأي شيء ضار.