في أحدث دراسة عن تأثير أنواع السكر المختلفة على الجسم نشرت دوريّة: السكري والبدانة والأيض Metabolism Diabetes, Obesity, and في عددها الأخير، عدد شهر مارس 2011م، مقالاً عن ان هناك اختلافا في كيفية تمثيل جسم الإنسان لكل من سكر الجلوكوز وسكر الفركتوز (الفواكه). ففي الدراسة قام الباحثون بإجراء مسح لأدمغة تسعة أشخاص بعد تغذيتهم بكميات متساوية من سكر الجلوكوز أو سكر الفواكه أو محلول ملحي. وكان المسح يهدف إلى معرفة نشاط الجزء من الدماغ المسؤول عن تحديد مستويات الشهية وعن التحكم في هرمونات الأيض. وقد وجد الباحثون اختلافاً واضحاً في استجابة الدماغ لكل من سكر الجلوكوز وسكر الفواكه، فقد أدى سكر الجلوكوز إلى رفع مستوى النشاط العصبي لمدة عشرين دقيقة بعد ضخ السكر. أما سكر الفواكه فكان له تأثير معاكس، حيث أدى إلى انخفاض النشاط العصبي واستمرار انخفاضه لمدة عشرين دقيقة بعد ضخ المحلول!! وسكر الجلوكوز وسكر الفواكه من السكريات البسيطة، ولكن نتائج تناول كلٍ منها تختلف. وهذه الدراسة مهمة جداً لأن سكر الفواكه (على شكل شراب الذرة عالي الفركتوز) يستعمل على نطاق واسع خاصة في تحلية المشروبات الغازيّة والعصيرات، ولذا فهو مسؤول بدرجة ما عن انتشار السمنة بسبب طريقة تمثيل الجسم له وبسبب تدني مستوى نشاط الفرد بعد تناول مشروب محلى به. فللفركتوز تأثير كبير على نوعين من الهرمونات يتعلقان بالشعور بالتخمة والشعور بالجوع، وهما هرمون اللبتين وهرمون الغريلين، وهذان الهرمونان مسئولان عن دخول الإنسان في حلقة مفرغة من الشعور بالجوع ثم تناول الطعام حتى التخمة ثم العودة إلى الشعور بالجوع مرة أخرى، وهكذا. وبالإضافة إلى السيئة المعروفة عن الفركتوز، وهي انه يتحول في الكبد إلى دهون، منتجاً دهون الأديبوز التي تتمركز حول الخصر مما يزيد من مخاطر امراض القلب، فإن له سيئة أخرى، فتناول الفركتوز على هيئة سعرات حرارية سائلة (في المشروبات الغازية والعصيرات كشراب الذرة عالي الفركتوز) يزيد من مخاطره لأنه يدخل الجسم وحده، أي ليس على شكل كربوهايدرات بها مكونات أخرى كأنواع سكريات أخرى أو ألياف تعوق امتصاصه ووصوله إلى الدم بسرعة.