تؤكّد منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة على أن السياحة هي اليوم «الأكبر والأسرع نموا من بين القطاعات الاقتصادية في العالم» وبحسب المنظمة فإن القطاع يساهم بنسبة 9 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما انه كنشاط يعتبر واحدا من بين احد عشر قطاعا يساهم في توفير وظائف بجميع أنحاء العالم، وتتوقع المنظمة أن يصل عدد السياح قرابة 1. 8 مليار سنوياً بحلول عام 2030، مما ينبأ بمستقبل زاهر لها، يتوجب الاستعداد لأخذ حصة من كعكتها، وسط منافسة لن تكون هينة. وتشير تقارير المنظمة الاخيرة إلى أن تراجع السياحة على مستوى منطقة الشرق الاوسط خلال الاعوام الاخيرة، قد يكون بسبب الاحداث السياسية والامنية التي تمر بها المنطقة، إلا أن تقارير حديثة تبرهن على أن الأحداث العربية حولت الوجهة السياحية منها إلى دول الخليج، وتشير الارقام إلى ارتفاع ملحوظ في حركة السياحة الخليجية تراوح بين 10 إلى 18 بالمئة لعام 2013، وان اكثر الوجهات التي تم قصدها هي: دولة الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، اذ تتمتع الاولى بمشاريع استثمارية متطورة على المستوى المعماري جعلها قبلة للعالم، بالإضافة إلى إعدادها لمهرجانات دورية وانشطة ترفيهية تقام طيلة العام، فيما تتمتع سلطنة عمان بموقع جغرافي متميز وبطبيعة خلابة، وتجتهد اليوم في بناء الجزر والمشاريع الكبيرة والطموحة لتحجز لها مكانا على خارطة السياحة الدولية. وبالنظر إلى باقي الدول، فلكل دولة خليجية ميزة تجعل منها محطة للسياح عامة وللسائح الخليجي على وجه الخصوص، فدولة الكويت تعتبر احد اهم الاسواق التي توفر جملة من المتاجر والمنتجات، والمجمعات التجارية والمطاعم العالمية، في حين تضع مملكة البحرين خطة لتسويق البحرين كوجهة تاريخية بمواريثها الشعبية وفولكلورها المحلي واماكنها الاثرية، اما المملكة العربية السعودية فباتت محطة هامة جدا للعديد من الفئات كرجال الاعمال والتجار وكذلك الحجاج والمصيّفين اذ تتمتع المملكة بأماكن خلابة، أصبحت مصائف طبيعية وهي آخذه في النمو، اما دولة قطر فهي اليوم راعية للرياضة العالمية وهي تأخذ الموضوع على محمل الجد، وتبني لها بنية تحتية وسياحية متطورة جدا، بداية من إعادة بناء الشوارع وانتهاء بإقامة الفنادق العالمية والمشاريع الترفيهية، كما تسعى بجدية لان تكون محطة لسياحة الرياضيين والمهتمين بها، بعد اعلانها عن إقامة العديد من الملاعب والمدن الترفيهية استعدادا لمسابقة كأس العالم 2022. ولكن، ورغم كل تلك الميزات الجذابة لكل دولة من دول المجلس الخليجي منفردة، الا ان ذلك لا يجعلها محطة جذب حقيقية، والسبب هو صغر مساحتها ومحدودية الفعاليات، مما يجعل معدل الاقامة فيها منفردة لا تزيد عن الاسبوع الواحد، مما ينبه إلى ضرورة تنفيذ مشاريع التكامل والتعاون البيني الذي يجعل من دول الخليج، منطقة واحدة فتسهل عمليات التنقل لتتمكن المنطقة من استقطاب آلاف السياح.