أكتب هذا المقال قبل أن يلتقي منتخبنا الوطني مع أشقائنا القطريين حيث إن معصرة الطباعة تتطلب ذلك، وأتمنى أن تكون النتيجة خضراء من نصيبنا، أفكر كثيرا في دورات الخليج، في السابق كانت مشوقة للغاية، تنافس على أشده بين المنتخبات المشاركة وبالذات الديربيات كالسعودية والكويت، إلا أنها مع مرور الوقت بدأت تفقد بريقها، وظهرت وارتفعت أصوات كثيرة تطالب بإلغاء هذه البطولة بحجة أن لا مكان لها في زمن الاحتراف وانها بطولة غير معتمدة رسميا كالبطولات القارية، وأيضا بحجة أن اللاعبين مرتبطون مع أنديتهم المختلفة بشكل أكبر من السابق، وفعلا على المستوى الفني لم تعد هذه البطولة وحب الجماهير لها كالسابق. لكن مع كل ذلك ما أن ترتفع الراية الخضراء إلا ويخفق قلبي معها، رغم أننا نلوم المنتخب أحيانا ونعترض على قرارات مسيريه واختياراتهم وطريقة عملهم إلا أنه يمثل وطننا، كم نحتاج إلى فرحة خضراء. منذ تصفيات كأس العالم 2006 لم نفرح بإنجاز أخضر، فرحنا قليلا بالتأهل لنهائي كأس آسيا 2007م أمام العراق حين سلبت البطولة منا بعد أن تفرغ لاعبو العراق لركل لاعبينا بدلا من الكرة طوال المباراة. منذ ذلك الحين لم نفرح أبدا، غبنا مرتين عن كأس العالم المتتاليتين 2010م و 2014م وخرجنا من كل دورات الخليج خلال هذه الأعوام ما عدا التاسعة عشرة في عمان التي خذلتنا ضربات الحظ الترجيحية بها. نعاني انقساما رهيبا في السنوات الاخيرة حول المنتخب معظمه متلون بألوان الأندية، تعجبت كثيرا من جمهور لا يشجع المنتخب لأن لاعبي ناديه لم يتم اختيارهم، وهنا أريد أن أتساءل، هل تشجيع المنتخب رغبة اختيارية؟ أم شعور وطني يتحول إلى فعل عفوي دون أي خيار؟ لا يعني تشجيعنا له أننا راضون تماما عنه، فالمنتخب إحدى واجهات الوطن، ننتقده لأننا نحبه فمحبته لا جدال ولا نقاش فيها. البعض يتعذر بضعف مشاركاته أو ضعف الفريق التي يخوض معها مبارياته، وهذا أمر صحيح ووارد في بعض الأحيان، ولكن مهما كان فهذا ليس مبررا، فراية لا اله الا الله محمد رسول الله راية كل السعوديين أينما كانوا وفي أي زمان، لا يعني تشجيع المنتخب هو عدم انتقاد للاخطاء فيه أو تطبيلا له، ولكن تشجيعه واجب وطني محتوم لا خيار فيه إما أن تشجعه أو تشجعه فقط. كنا سابقا نفرح بكل من يسجل إن سجل يوسف الثنيان أو محيسن الجمعان أو تألق عبدالله الدعيع أو محمد عبدالجواد أو أنقذنا صالح النعيمة أو أحمد جميل، كنا نفرح نفس الفرحة، لم أسمع ولم أقرأ شخصا انتقد أحدهم أو قلل منه كما يحدث حاليا كانت القلوب بيضاء والأعين خضراء. سنقف مع الاخضر ونشجع الاخضر إن لعب مع البرازيل أو لعب مع مكّاو، سنشجعه إن لعب في كأس العالم أو لعب في مباراة ودية لل "كيرم"، فيبقى الأخضر أخضر العين والقلب الوطن كواجب وطني حتمي لا نقاش ولا جدال ولا خيار فيه،، الله معك يا الأخضر. * ماجستير إدارة الأعمال – جامعة الملك فهد للبترول والمعادن