ارتكب الاتحاد السعودي لكرة القدم خطأ كبيرا حين نقل مكان إقامة كأس الخليج من جدة إلى الرياض، ففي جدة استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية إحدى مفاخرنا المعمارية الجديدة، وفيها جماهير لم تتأثر بصراعات الهلال والنصر ولم يربكها الضخ الإعلامي المتعصب الذي قام به مجموعة من الجهلة المحسوبين على الإعلام الرياضي طوال الفترة الماضية.. كم كان مخجلا بالنسبة لنا أن نستمع إلى نصائح معلق من تونس الشقيقة هاله منظر المدرجات شبه الخاوية في افتتاح كأس الخليج، فبدأ يتحدث عن أهمية منتخب الوطن، كونه أهم عناوين الانتماء للوطن في المجال الرياضي ولا يليق أن يطغى عليه الولاء للأندية. ترى أين ذهبت الجماهير الهلالية التي تسلقت جدران استاد الملك فهد بحثا عن فرصة لتشجيع الهلال في مباراته الأخيرة؟، وأين ذهبت جماهير النصر التي كانت تبدع في كل (تيفو) حتى في مباريات النصر الهامشية؟، أين الكلام الكبير عن الوطنية الذي ملأ الأرض والسماء قبل أسبوع واحد فقط من افتتاح بطولة الخليج.. أليس هذا هو منتخب الوطن الذي يحمل شعاره الأخضر ويبدأ مبارياته بعد عزف السلام الوطني؟!. ** لو كنت مكان المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم لطلبت (الفزعة) من الجماهير خارج العاصمة؛ لأن الهلاليين والنصراويين ما زالوا يطاردون الكنغر الأسترالي الذي طار بكأس الأندية الآسيوية من الرياض إلى سيدني.. ونسأل الله أن لا يطير كأس الخليج أيضا من أمام أعين السعوديين وفي عقر دارهم، أما إذا حدث ذلك وهو ليس بالأمر المستبعد فالواجب هو أن نفتتح في درة الملاعب إدارة نسميها: (إدارة تسليم الكؤوس لزوار الرياض)!. ** لم يقدم المنتخب الأخضر عرضا مقنعا في مباراة الافتتاح، ولكن هذه هي طبيعة المباريات الافتتاحية وطبيعة مبارياتنا مع المنتخب القطري الشقيق، وكذلك مدرب المنتخب أثار استياء الجماهير بسبب اختياراته للاعبين (التي يراها البعض منحازة )، وكذلك الأداء السلبي للفريق، ولكن البطولة ما زالت في بدايتها ولا معنى للعودة إلى أسلوب الحلول المتسرعة والمرتجلة التي جعلت منتخبا كبيرا تتعلق به آمال أكثر من 20 مليون نسمة خاضعا لتقلبات مزاج شخص واحد أو اثنين يضعون ميولهم دائما فوق مصلحة منتخب الوطن!. ** شجعوا الأخضر ولا تتركوه وحيدا غريبا في بيته.. واتركوا الحديث عن أخطائه وأخطاء مدربه لوقت لاحق.