اتجهت بوصلة الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج يوم أمس صوب عاصمة العروبة الرياض؛ لمتابعة أحداث العرس الكروي المتمثل في دورة الخليج العربية الثانية والعشرين والفعاليات المصاحبة لها، والتي تحظى بأهمية بالغة لدى أهل الخليج الذين يعتبرونها كأس عالم مصغرا، رغم عدم اعتراف الاتحاد الدولي «فيفا» بها. دورة الخليج التي انطلقت نسختها الأولى قبل 44 عاما بفكرة سعودية وتنفيذ بحريني تحظى بخصوصية لدى أبناء المنطقة، سيما وأنها ساهمت بشكل كبير في تطور اللعبة الشعبية الأولى والارتقاء بمستوى المنتخبات المشاركة، ويكفي أن سبعة منتخبات من المشاركة في النسخة الحالية ستتواجد في نهائيات كأس أمم آسيا التي ستقام في أستراليا مطلع العام 2015. دورة الخليج التي تتمتع بصخب إعلامي مختلف ومتابعة جماهيرية منقطعة النظير ،كان لها دور بارز في تطوير البنية التحتية وتشييد العديد من الملاعب في دول المنطقة، كما أنها أبرزت لنا على مدى أربعة عقود نخبة من المواهب الذين باتوا نجوما يُشار إليهم بالبنان، وعددا من المدربين الوطنيين الذين أثبتوا كفاءتهم وساهموا في قيادة منتخباتهم نحو منصات التتويج، والكثير من الحكام الأكفاء الذين تألقوا على الساحتين القارية والعالمية. دورة الخليج التي تكتسيها روح المحبة والأخوة والألفة ويغلفها التنافس الشريف لم تكن في يوم ما مجرد لعبة كرة قدم فحسب، بل ساهمت في تأطير العلاقات وترسيخ أبعادها وإذابة بعض الخلافات الخليجية الخليجية، كما أنها على مستوى المنافسة دائما ما يكون لها طابع خاص وتحمل في طياتها الكثير من الندية والإثارة وبعض المفاجآت التي تضفي عليها رونقا آخر. دورة الخليج التي تتشرف السعودية الشقيقة الكبرى للدول الخليجية باستضافتها للمرة الرابعة ستكون مختلفة عن بقية الدورات السابقة؛ كونها تسبق نهائيات كأس آسيا، وكل منتخب يبحث من خلالها عن إثبات الذات وتقديم المستوى المقرون بالنتيجة، واعتبارها خير إعداد قبل التوجه إلى أستراليا للبحث عن اللقب القاري الذي غاب عن تلك المنتخبات منذ سبعة مواسم. أخيرا.. أهلا وسهلا ومرحبا بأبناء الخليج في دارهم «دار أبي متعب» بين أهلهم وإخوانهم، ونتمنى لهم طيب الإقامة في رياض العز والكرامة.