صدق اليوم الثلاثاء 21 من زعماء العالم على مقترح للمضي قدما في إبرام اتفاقية التجارة الحرة بين الصين، واقتصادات دول المحيط الهادئ. ووصف الرئيس الصيني شي جين بينج الاجراء لدى إلقائه خطابه الختامي في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (آبيك) التي تستضيفها بكين هذا التحرك بأنه أول خطوة تاريخية. وقال شي لقادة آبيك الآخرين وبينهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما: "أعتقد أن مباحثاتنا اليوم لها دلالة كبيرة.. يمكننا أن نقول بكل فخر إننا فعلنا الشيء الصحيح". وأضاف أمام مؤتمر صحفي عقد في وقت لاحق، إن الدول الاعضاء في منتدى آبيك وافقت على بدء دراسة المقترح على مدى عامين ، وهو الامر الذي يعتبر خطوة أولى على طريق تبني المقترح. يأتي ذلك في حين تضغط كل الصين والولايات المتحدة من أجل اتفاقية تجارة حرة منفصلة، حيث تدعو بكين إلى اتفاقية تضم الدول الأعضاء في منتدى آبيك وعددها 21 دولة في حين تدعو واشنطن إلى اتفاقية بين الدول المشاركة في مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ وعددها 12 دولة ليس من بينها الصين. وينفي المسؤولون الأمريكيون وجود أي تنافس بين الاتفاقيتين. كان أوباما قد أعلن في وقت سابق من اليوم عن تحقيق تقدم بشأن اتفاقية تجارة حرة منفصلة. وأضاف أن الصين والولايات المتحدة توصلتا إلى "تفاهم" في المفاوضات الدائرة بشأن إلغاء الرسوم على السلع التكنولوجية المتقدمة، مضيفا أن هذه المحادثات ستساعد في سرعة التوصل إلى "اتفاقية تكنولوجيا المعلومات". يأتي ذلك فيما وصل قادة دول وأقاليم منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى أحد المنتجعات في شمال العاصمة الصينيةبكين للمشاركة في أعمال اليوم الثاني من قمة آبيك بعد سلسلة من اللقاءات الثنائية بين القادة المشاركين في القمة. فقد التقت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لأول مرة منذ 8 أشهر خلال مأدبة عشاء مساء أمس الاثنين بحسب ما ذكرته وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء. وذكرت الوكالة أن آبي وبارك جلسا إلى جوار بعضهما خلال مأدبة العشاء التي أقامها المضيف الصيني للمشاركين في القمة. كانت العلاقات بين سول وطوكيو قد توترت مؤخرا بسبب النزاعات الحدودية والخلاف حول فترة الحرب العالمية الثانية وبخاصة الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها الجيش الياباني في كوريا الجنوبية. كما التقى آبي مع الرئيس الصيني شي جين بينج لأول مرة أمس الاثنين في ظل توتر مماثل بين بكين وطوكيو. كما التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لفترة قصيرة على هامش القمة في الوقت الذي توترت فيه العلاقات بين واشنطن وموسكو بسبب الأزمة الأوكرانية. ووفقا للمتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف فإن الرئيسين تبادلا كلمات قليلة. ومن المقرر عقد جولة اليوم من أعمال القمة على شاطئ بحيرة يانجي شمال بكين . من ناحية أخرى، أعلن الرئيس الصيني أن بلاده ستتبرع بعشرة ملايين دولار أمريكي للتنمية المؤسسية وبناء قدرات منظمة أبيك. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن شي جين بينج صرح بذلك خلال القمة ال22 لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ. يذكر أن منتدى (أبيك)، تأسس منذ 25 عاما بهدف تشجيع التنمية والتكامل الاقتصادي المستدام والحد من الحواجز التجارية بين الدول المطلة على المحيط الهادئ.