! اما زلت تحصد الجوائز حتى وقتنا الحالي، وبرغم مرور 17 عاماً على هجر الملاعب، الا انك ما زلت تتربع على عرش الارقام القياسية بتسجيلك أهدافا في التسعين دقيقة عمر المباراة. كنت دوماً استغرب كيف لا يقتحم اسطورة مثلك موسوعة جينس للارقام القياسية فهذا أقل حق من حقوقك كيف لا وانت من تربعت في قلوب محبيك بفضل فنك وطربك داخل الملعب. ماجد سيحظى بتكريم الفيفا في الوقت المناسب وهو اليوم الذي سيشهد انطلاق خليجي 22 بالرياض، على أمل أن يكون هذا التكريم عاملا محفزا للاعبي الاخضر وهم يرون ماجد عبدالله يحظى بمثل هذه الحفاوة والتكريم بعد مرور سنوات طويلة ولعلهم يحذون حذوه وتدب في قلوبهم الغيرة المحمودة ويستخرجون افضل ما في جعبتهم لاستعادة هيبة المنتخب السعودي. هنيئا لمن عشقوا هذا الماجد لاعبا.. وكتبوا اسمه ورسموا صورته في دفاتر وكتب مدارسهم.. فهو كاريزما يتقبله الآخر.. ماجد اسم عذب في عالم الكرة السعودية.. ونهر ممدد من الأخلاق والمصداقية.. وبحر متدفق من العطاء.. ووجاهة كروية يعتز بها كل من عشق المهارة والموهبة. له ثقله.. ولطلته عشاق.. يزدان المكان بوجوده.. ويتسمر الكثير إن لم يكن الجميع لرؤيته.. نجوميته لا تخبأ.. وابتسامته مفتاح عبور لقلوب الآلاف ممن أحبوه لاعبا. لا أبالغ إذا قلت ان من ركب سفينة عشق الأسمراني بعد اعتزاله.. أكثر من الراكبين أيام نجوميته.. وهي ظاهرة انفرد بها ماجد عبدالله عن غيره من النجوم محليا وعالميا.. ولا داعي للاعتراض.. فالأرقام لا تكذب.. والشواهد كثيرة.. ولنا أن نسأل كيف يهرول طفل عمره لم يتجاوز السابعة لماجد عبدالله عندما يراه في الأماكن العامة.. وهو لم يشاهده في الملاعب.. ولا حتى في الشاشة الفضية.. ولكن ماجد وبطولاته وأهدافه غزت قصص الأطفال في منازلهم.. ورسم طلاب الابتدائي في أوراقهم البيضاء البريئة سهما ملتهبا قذفوه من قوسه لقلوبهم لكثرة ما سمعوه عن الأسمراني. لم يمر في مخيلتي أن جمرة العشق الماجدي ستظل قصيدة في دفتر العمر لملايين البشر.. ولم يدر بخلدي أن الصبية والأطفال الذين كانوا في بطون أمهاتهم.. والماجد الأسمر يداعب معشوقته في المستطيل الأخضر.. سيلتحقون بقارب الهيام للسهم الملتهب وهم لم يشاهدوه يركض بفنه ومهارته وأهدافه في الملعب. يقولون «البعيد عن العين بعيد عن القلب».. ولكن لكل «قاعدة شواذ».. والماجد لأكثر من عشر سنوات وهو بعيد عن المستطيل الأخضر.. لكنه بقي في القلوب.. ولم يخفت وهجه.. وتتوارى نجوميته.. وبقيت شمعته مضيئة.. بل إنه بقي في دائرة الاهتمام الجماهيري والإعلامي.. وهو بعيد عن المناصب واللجان.. بعيد عن البهرجة.. فمثله لا تنطفئ شمعته المتوقدة في قلوب عشاقه القدامى والجدد..!! قلتها سابقا.. وأكررها.. وأبصم بالعشرة..لا.. ولا.. وألف لا.. لن تغير موقعك يا ماجد على خارطة القلوب.. فأنت من يحدد مشاعر الجمهور وأحاسيسهم وحتى حواسهم في الشمال والجنوب.. شرقا وغربا.. وأنت عاصمة فؤادهم.. وميناؤهم الهام.