في المحن والشدائد تظهر معادن الرجال، وتتجلى عراقة وقيم الشعوب، ورغم قسوة المحنة التي مرت بها الأحساء والمملكة بعد الجريمة الإرهابية في «الدالوة»، أظهر الأحسائيون مدى نبلهم وإخلاصهم لوطنهم وقيادتهم، وبعثوا برسالة واضحة لزبانية الإرهاب وخوارج هذا العصر، بأن ما يربطنا أقوى بكثير من أن يتأثر برصاص الغدر. من رحم محنة «الدالوة» تولدت لوحة رائعة للوحدة بين أبناء الوطن الواحد. وتجلت في أكمل صورها خلال جنازة ضحايا الدالوة يوم الجمعة الماضي، حيث انطلقت بشكل عفوي من حناجر عشرات الآلاف الذين قدموا من كافة أنحاء المملكة للمشاركة في مصاب الوطن وتشييع جثامين ضحايا الدالوة هتافات تعبر عما يربطهم.. «إخوان سنة وشيعة... هذا الوطن ما نبيعه»، «معاً معاً ضد الإرهاب.. شيعة وسنة كلنا أحباب».. في الوقت الذي ارتفعت فيه صور ضحايا الدالوة الذين لفت نعوشهم بالعلم السعودي، جنبا إلى جنب مع صور شهيدي الواجب من رجال الأمن العريف مظلي تركي رشيد الرشيد، والنقيب محمد العنزي، اللذين استشهدا في مدينة بريدة، خلال مواجهة الخلية الإرهابية التي نفذت العدوان على قرية الدالوة. الصورة والرسالة التي بعثتها جنازة الدالوة كانت أبلغ رد على حفنة الإرهابيين الأشرار الذين خاب سعيهم أكثر من مرة، الأولى عندما طاردهم رجال أمننا الأبطال وتساقطوا في أيديهم واحدا تلو الآخر في ساعات معدودة بعد الجريمة، وخاب سعيهم أكثر وأكثر عندما فشل رجاؤهم ومبتغاهم في إحداث الوقيعة ونشر الفتنة بين أفراد بالمجتمع، وإذ ما حدث على عكس ما خططوا له تماما، ليظهر التعاضد والتعاون والتلاحم والتراحم بين أفراد المجتمع بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم في أجل صوره، تلاحم بين القيادة والشعب، تراحم بين أبناء مختلف المناطق. وأثبت أهل الأحساء أن رباط المواطنة والإخوة الذي يربطهم، والطيبة التي تظللهم، وحبهم وولاءهم للقيادة، أقوى بكثير من أن يفت في عضده أي جريمة إرهابية مهما بلغت خستها وبشاعتها. ورسموا جنبا إلى جنب مع مختلف أبناء الوطن خلال جنازة ضحايا الدالوة لوحة حب وولاء ووفاء. وعلى قدر بشاعة جريمة قرية «الدالوة» بالأحساء وخسة مرتكبيها، كانت حكمة القيادة وببسالة وشجاعة رجال الأمن، وسرعة تجاوب وتعاضد العلماء وعلماء الدين، الكتاب والمفكرين، الرجال والنساء، أهالي المملكة والأحساء، خاب أمل المجرمين ومحرضيهم، وقدم الجميع صورة رائعة في الوحدة والتكاتف والتلاحم. وجنبا إلى جنب مع بسالة رجال الأمن وسرعة تحركهم، كان للرسالة التي حملها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية عندما نقل تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وسمو ولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، لأسر ضحايا الاعتداء الغادر في قرية الدالوة أبلغ الأثر في التخفيف عن ذوي الضحايا، ولا سيما في ظل حرص صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية على نقل تعازي القيادة أيضا لذوي الضحايا، مؤكدا أن ما حدث في قرية الدالوة يؤلم الجميع، وأن القيادة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد أشد ألماً، لأن كل فرد من أفراد هذه البلاد هو ابن لها، والضحايا أبناؤنا وإخواننا.. فشكرا قيادتنا الحكيمة.. شكرا لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو ولي ولي عهده -يحفظهم الله جميعاً- على جهودهم العظيمة وحرصهم على توفير الأمن والأمان.. وشكرا رجال أمننا البواسل.. وشكرا أهل الدالوة والأحساء.. وتغمد الله الضحايا بواسع رحمته وألهم ذويهم الصبر والسلوان. *الرئيس التنفيذي شركة الأحساء للتنمية