السؤال: أنا أصغر إخواني، وقد انفصل والدي عن والدتي، وقد تزوج أبي بامرأة أخرى فزاد صدوده عنا فأصبحت مهزوز الشخصية، وكثير التردد؛ لأنني لم أجد الأب الحنون الذي يأخذ بيدي إلى الطريق الصواب.. كيف أحافظ على نفسي لأصل لما هو صواب؟ الجواب: إن الكتَّاب والدعاة تحدثوا جميعا عن حق الأبناء على الآباء، لكنهم تحدثوا أكثر عن حق الآباء على الأبناء؛ نظرا لأن الفطرة البشرية تقرر أن حب الآباء لأبنائهم فطرة فيعطون الأبناء الحقوق وربما أكثر من الحقوق، وحين يقصر الأب في ذلك فإنه يخالف بذلك الفطرة التي فطر الله الناس عليها وربما تكون الرحمة قد نزعت من قلبه، ولذا: فنحن نخاطب هنا الآباء والأمهات أن انتبهوا، أعطوا أبناءكم حقوقهم من الحب والعطف والحنان والوقت والجهد، فهم ثمار قلوبكم وعماد طهوركم، وهم من ستبقى دعوتهم لكم– إذا كانوا صالحين- ذخرا لكم أمام الله يوم القيامة، وبعد الموت فلا تهملوهم لأن إهمالكم لهم يُعد عقوقا لهم، وهو في الحقيقة إهمال لأنفسكم، وذنب كبير ستسألون عنه بين يدي الله تعالى، حين يُسأل كل راع عما استرعاه الله من رعية، فأعدوا للسؤال جوابا. وأوجه نصيحتي لكل أب: أتمنى أن تحرص على تربية أبنائك بالصورة التي نحكي لك عنها حين يمنّ الله عليك بذرية، وأن تكون خير أب لأبنائه في الإعانة لهم على البر والود، ورحم الله رجلا أعان ولده على بره، كما أتمنى من كل ابن يقرأ هذه الرسالة ولا يعاني مما يعاني صاحبها أن يحمد الله على ما منَّ به عليه، وأن يزيد من بره لأبيه. ثالثا: أيها الأخ الكريم: أقدر تماما ما تعانيه، وأقدر تماما تأثير ما عانيت على حياتك، ولأنني- كما ذكرت في البداية- أريد أن أدفع لا أن أتوجع، أريد أن نكون جميعا أمام صدمات الحياة حديدا لا زجاجا، إذ إن الحديد تقويه الطرقات والصدمات، أما الزجاج فمع أول صدمة ينكسر وتهشمه الطرقات، فهيا معا نسلك خطوات عملية للدفع والقوة، وأسأل الله تبارك وتعالى أن تلتزم بها قدر استطاعتك، وأعدك بإذن الله بحياة جديدة رائعة وقوية تحياها إذا ما فعلت ذلك.