بين الحين والآخر تخرج علينا الشياطين لتؤجج نار الفتنة بين أبناء الوطن، فتتشابه الأحداث وتتلاحق الأخبار لتؤكد أن الحق هو الأبقى وأن الوطن هو الأقوى، حديثي هنا عن الحادث الأليم الذي وقع في الأحساء وراح ضحيته أربعة عشر فردا من أبناء هذا الوطن، سقطوا ما بين جريح وقتيل في وقت تشتعل فيه الفتنة في المنطقة بسبب هؤلاء الشياطين في سوريا والعراق والصراع اليمني اليمني وأغلب هذه الصراعات طائفية بامتياز، وعلى الجانب الآخر جاء من يتلبسون بعباءة الدين وقاموا بالتحريض المباشر وغير المباشر من خلال نشر سمومهم بين أبناء الوطن، وقد كان للأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطنى، كلمة في هذا الخصوص أثناء لقائنا به في الحفل المقام على شرفه عند زيارته للمنطقة الشرقية (الدمام)، وحذر من تداعيات ومغبة الإرهاب وتأثيره على أبناء الوطن، وحثنا سموه على أننا جميعا لحمة واحدة وجسد واحد يعيش في وطن واجب علينا جميعا حمايته، ونوه أيضا فى إشارة منه إلى جاهزية مؤسسات الوطن لحماية شعبه والحفاظ على سلامة مواطنيه، وبالرغم من مطالبتى سواء عبر مقالتي السابقة أو عبر مقتطفات أنشرها بين الحين والآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطالب وأنادي برفض الفتنة ودعوتي عامة دائما تهدف لمحبة الوطن وقبول الآخرين مهما اختلفنا معهم، أخوة مسلمين متراحمين يجمعهم وطن واحد ودين واحد، إن ما حدث في الأحساء ينم عن شيء لم نعرفه نحن أبناء المملكة من قبل، فنحن لم نعرف الحقد والكراهية التي تصل بنا لقتل بعضنا البعض، هذا هو الإرهاب الذي يجب علينا الانتباه له ودحره، الإرهاب الذي يقتل ويدمر ويخرب، ولن ننسى أن هؤلاء الإرهابيين اختاروا التوقيت الأخطر لتنفيذ مهمتهم الشيطانية، فهم يهدفون لتأجيج نار الفتنة واشعال الطائفية في جسد الوطن، فهذا التوقيت معلوم للجميع أن هناك مناسبة تخص إخوة لنا في الإسلام يقومون باحيائها في هذا الوقت من كل عام، وبغض النظر عن أي خلافات قد يتشدق بها البعض فلا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تصل الدرجة لقتل بعضنا البعض، فلم يأمرنا ربنا بقتل بل أمرنا بالإصلاح والدعوة بالمعروف وقال في محكم آياته (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، فلكل فرد معتقداته التي سيحاسبه الله عليها ولا أحد مخول بشق النفوس ومعرفة مكنوناتها، ولكن جميعنا يعلم أن الهدف من هذه الحادثة هو اشعال نار الفتنة، وسأذكركم فيما بعد أننا سنسمع أصوات شياطين جدد تنادي بإنقاذ المملكة من خطر اضطهاد الأقليات، وهنا يأتي دور رأس الثعبان الأكبر ليصيد في الماء العكر ويستغل هذه الجريمة ولكن هيهات، سيخيب الله آمالكم وسيدرأ عنا غلكم وحقدكم، ، حيث يعلم أهل الأحساء خاصة وأهل المملكة عامة أن الوطن شعبا وحكومة ضد الإرهاب وضد الطائفية، فأنتم وحزب الشيطان وكل إرهابي يسعى لنشر الفتنة ستذهبون إلى الجحيم بأمر الله، وألخص هذه الحادثة بأنها جريمة كبرى تستوجب منا جميعا استشعار الخطر على وطننا الذي يتربص به المتربصون ويهدفون به وبأهله كل الشر، وها هم رجال الوطن يثبتون أنهم الأجدر بمناصبهم والأقوى في وجه رؤوس الشياطين، فها هي الشرطة تعلن خبر القبض على 15 شخصا وقتل 3 ممن لهم علاقة بالجريمة الشنعاء ، وكمواطن محب لهذا الوطن أطالب بمحاكمة كل من يحاول أن يدس السم في العسل ويتعمد نشر أفكار هدامة تبتعد عن طريق الدين القويم، فليس المجرم وحده من رفع السلاح وأزهق الأنفس بغير ما أحل الله، المجرم أيضا من حرض وفكر ودبر وخطط، كل هؤلاء مجرمون يستحقون الموت كي يكونوا عبرة لمن يعتبر، وفي الأخير أثني على دور أهل الأحساء في وقت الأزمة، حيث خرج هشتاج تحت عنوان #الأحساءمتحدةضدالفتنة ، مما دفع شباب ورجال ونساء المملكة لإطلاق هشتاج آخر تحت عنوان #شكراوزارة_الداخلية، للتعبير عن تقديرهم للجهد المبذول في ضبط الجناة، فالجميع أيقن المخطط ولا محالة من إحباطه وقطع رؤوس الفتنة، وسنقطع رؤوس الشياطين، وفي ظل الظروف الراهنة في السعودية يجب أن تتعالى أصوات الجميع للمطالبة بتنفيذ الحدود في كل المخربين حتى يعلم العالم أن أمن المملكة فوق رقاب الجميع، بلا حسابات وموازنات قد تضر بوطن يحلم أهله باستقرار دائم، وختاما أرسل التعازي لأهل الأحساء من كل قلبي، وأقول لشرطتنا ومؤسسات دولتنا: أنتم رجال الحق في وجه شيطان الباطل، أثابكم الله لما تبذلونه في خدمة الوطن،، حفظ الله الوطن وحمى شعبه.