واحة الخير تجمع كل الخيرين، سكانها اهل وخيراتها تين ورمان وعنب، ترابها ذهب وأولادها يتحدون كل صعب، انها واحة التعايش في كل الظروف، انها هجر، انها ارض تربى أبناؤها على حب الخير ومعايشة الغير، واحة تثمر كل الخيرات بجهود أبنائها. انها الاحساء التي تبهر الجميع بتكاتف اهلها وزرع الحب على ارضها بإخلاص وإصرار. ارض شبابها يناجي التمر والرطب ويتفنن في صنع الذهب، ويبدع في خياطة البشوت بكل ذوق عند الطلب، جبالها وهجرها وقراها ترحب بكل وافد، انها ديرة الخير والخيرين، ديرة ترحب بالمعاني لمن لفاها، وترفض كل من يشككهم في غلاها، ديرة ترفض طعنة الغدر مرددة: هذه الاحساء وكلنا نعيش تحت سماها، ديرة تقف في وجه كل دخيل يزرع الشك ويشتت الفكر، إن قتل الابرياء في يوم فضيل وشهر فضيل، عمل مرفوض وجريمة استنكرها الجميع. ان ما حدث من اعتداء آثم مروع في تلك الليلة هز أشجار تلك الواحة وأغصانها، عندما طالت طعنة الغدر أبرياء كانوا آمنين، ان تلك الحادثة لن تغير تلك النفوس ولن تزرع الشكوك بين نفوس تحب تلك الارض، وتحرص على صد كل هجوم آثم. ان ما حدث في الاحساء جرح في قلب المملكة، وشعور كل مخلص يخاف على هذه الارض ومن يعيش على ترابها. ان هذا الوطن العظيم يحتضن الجميع، وينمي في نفوسهم ان كل مواطن عليه ان يحتضن هذه الارض، يحمي حدودها ويبذل الغالي والنفيس لصد خفافيش الليل الذين يغتالون الأبرياء؛ لان كل مواطن دماؤه غالية، وكل من راح ضحية غدر او خيانة أو تفجير في كل موقع من وطننا دمه في اعناق هؤلاء القتلة. فكم من أبرياء دفعوا حياتهم في اماكن متعددة من هذه البلاد، فالجميع لم ينس ضحايا تفجير الرياض او الخبر، وما حصل أخيرا في واحة الحب والتعايش لن يزيدنا الا اصرارا وتلاحما. وليعلم القاصي والداني اننا في هذا الوطن جسد واحد، يجمعنا دين واحد، ونعبد الواحد الاحد الذي لن نكسب رضاه الا بحسن التعامل والعشرة، ولتكن لنا في قدوتنا وحبيبنا محمد - عليه افضل الصلاة والسلام - صوره من حسن التعامل والمحبة، فلقد عاشر الجميع بكل حب وتواضع واحترام، وهو صاحب اعظم رسالة، وكان يرسل للعالم صورا من جمال هذا الدين العظيم بتسامح وتسامٍ وحسن معاملة. ان حماية هذه الارض ومواطنيها واجب يتحمله الجميع، ولنكن صخرة صد ضد كل من يحاول المساس بهذا التراب ومن يعيش عليه، ولن تتحقق حمايتنا لانفسنا إلا بحماية هذا الوطن وكل من يعيش على ارضه، ولنصد كل نفوس تحاول إشعال الفتنة بين نفوس تربت وأحبت وأعطت وزرعت بذور الخير في هذا الوطن العظيم. * تربوية