قال مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى ليبيا برنادينو ليون إن الاقتتال الداخلي يدفع البلاد «قريبا جدا من نقطة اللا عودة»، وسط تعثر جهود إبرام وقف لإطلاق النار وبدء حوار سياسي. وقال ليون في مؤتمر صحفي عبر التلفزيون إن الوقت ينفد والخطر يتزايد على ليبيا، مشددا على أن ما سماها نقطة اللا عودة باتت قريبة جدا. وتعاني ليبيا صراعا مسلحا في أكثر من مدينة، ولا سيما في كل من طرابلس وبنغازي، إلى جانب أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخرا. وأفرز هذا الصراع جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول يتمثل في البرلمان الجديد المنعقد في مدينة طبرق شرقي البلاد، والذي عين حكومة يترأسها عبد الله الثني. أما الجناح الثاني للسلطة -والذي لا يعترف به المجتمع الدولي- فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته الشهر الماضي) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي. ويقود ليون منذ الشهر الماضي جهودا للحوار بين نواب البرلمان الليبي المجتمعين في طبرق، ونواب آخرين مقاطعين لتلك الجلسات في محاولة لحل الأزمة السياسية والأمنية في البلاد. وكانت أولى تلك المحاولات هي جولة الحوار التي عقدت في 29 سبتمبر/أيلول الماضي في مدينة غدامس جنوبي غربي البلاد، وقد جرت في 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري جولة ثانية بالعاصمة طرابلس. وأعلن المسؤول الأممي يوم أمس أنه أجرى مشاورات مع مجلس النواب في طبرق تتعلق بالتحضيرات الجارية من أجل عقد جولة جديدة من الحوار دون أن يحدد موعدا لها، في حين قال مسؤول محلي إن هذه الجولة ستعقد الأسبوع المقبل. وقال مجلس النواب المجتمع في طبرق -في بيان له- إن الاجتماع مع المسؤول الأممي تناول بحث الجهود الدولية للوصول بالحوار الوطني الذي أُطلق من مدينة غدامس إلى أهدافه، وإنهاء كل أسباب النزاع، وإعادة الاستقرار إلى البلاد. من جهته قال مسؤول في المجلس البلدي لطرابلس إن المجلس شرع في الإعداد لاستضافة العاصمة الجلسة الحوارية المقبلة التي يعتقد أنها ستكون خلال الأسبوع القادم، برعاية أممية. وقد دارت اشتباكات عنيفة يوم أمس في منطقة الكسارات جنوبي العاصمة الليبية طرابلس من عدة محاور بين قوات «فجر ليبيا»، وكتيبتي الصواعق والقعقاع وما يسمى بجيش القبائل المتحالفة مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ويقود حفتر منذ مايو/أيار الماضي عملية عسكرية سماها «عملية الكرامة» وقال إنها تهدف لإنقاذ البلاد مما يسميه «الإرهاب»، وإنهاء سيطرة من يصفهم بالمتشددين الإسلاميين على الدولة، في حين تأسست قوات فجر ليبيا في يوليو/تموز الماضي للتصدي له، وتضم ثوارا سابقين ممن أطاحوا بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.