تعد الرياضة بمثابة طوق النجاة لمرضى الانسداد الرئوي المزمن، الذي يعتبر أحد أكثر الأمراض شيوعا في العالم ومرشحا لأن يصبح السبب الرئيسي الثالث للوفاة بحلول عام 2020م وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية. وقال كبير الأطباء بمستشفى أمراض القلب والرئة بمدينة فورت الألمانية البروفيسور هاينريش فورت: إن صعود الدرج أو بذل أي مجهود سرعان ما يتسبب في صعوبات بالغة وضيق في التنفس لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن، ولذلك فإنهم غالبا ما يتخلون عن ممارسة أي مجهود بدني ولا يتم الاعتماد كثيرا على القوة العضلية، مضيفا أن المشكلة تكمن في هذه الحالة، نظرا لأنه كلما حافظ المريض على نفسه وتخلى عن ممارسة المجهود البدني، فإنه يكون أكثر عُرضة لنوبات ضيق التنفس، وقد يحدث ذلك حتى عند القيام ببعض الأعمال المنزلية البسيطة، فيما أكد اختصاصي أمراض الرئة الألماني ديتر كولر أن ممارسة الرياضة تقي مرضى الانسداد الرئوي من هذه المخاطر وان نوع الرياضة ليس مهما لان الهدف الأساس من ممارسة الرياضة يتمثل في زيادة معدل نبض القلب، إلى أن يبدأ المريض في التعرق، وللاستفادة الحقيقية من الرياضة ينبغي على المرضى ممارستها بمعدل لا يقل عن مرتين في الأسبوع. وأضاف كولر أن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة تعمل على تأخير ظهور نوبات ضيق التنفس، وأن الأشخاص الأصحاء يمكنهم في المتوسط قطع مسافة 600 متر في غضون ست دقائق، أما مرضى الانسداد الرئوي المزمن من الدرجة المتوسطة فيمكنهم قطع 300 متر في نفس المدة. وأظهرت نتائج دراسة أُجريت عام 2006 على حوالي 2390 شخصا من مرضى الانسداد الرئوي المزمن أن ممارسة الرياضة بصورة منتظمة تقلل من حاجة المرضى إلى الذهاب إلى المستشفى، وتشير الدراسات إلى أن أكثر مسببات الانسداد الرئوي المزمن انتشارا هو التدخين، لكن هنالك مسببات أخرى مثل تلوث الهواء البيئي أو الصناعي والالتهابات على اختلاف أنواعها وأشكالها، وتعتبر هذه المجموعة من الأمراض إحدى أكثر عوامل الإصابة بالأمراض والوفاة انتشارا في الدول الغربية أكثر منها في الدول النامية.