أوقع رصاص جيش الاحتلال شهيداً والعديد من الاصابات في صفوف المتظاهرين الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة شهدتها مناطق عدة من الضفة الغربية، نصرة للقدس وتنديدا بالاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة بحق المسجد الاقصى والمرابطين فيه. وبدأت المواجهات عقب صلاة الجمعة في العديد من مناطق التماس، واستمرت حتى ساعة متأخرة من ليل الجمعة- السبت، لا سيما في مدينة القدس التي حولتها قوات الاحتلال ساحة لحرب، في محاولة لقمع الهبة الجماهيرية التي تشهدها منذ فترة بسبب الانتهاكات المستمرة في المدينة والمسجد الاقصى. وشهدت بلدة سلواد شمال شرقي رام الله أعنف هذه المواجهات حيث ارتكبت قوات الاحتلال جريمة اغتيال بدم بارد بحق الفتى عروة حماد (14 عاماً) الذي يحمل الجنسية الأميركية، بالقرب من جسر سلواد المحاذي للطريق الالتفافي الاستيطاني المار بجوار القرية. وذكرت مصادر في البلدة ان عشرات الشبان اندفعوا باتجاه منطقة الجسر ورشقوا سيارات المستوطنين بالحجارة، فهرعت قوات الاحتلال وردت بالرصاص وقنابل الغاز والصوت، فيما قامت هذه القوات بنصب كمائن في المنطقة. وعقب صلاة المغرب، وصلت مجموعة من الشبان الى الموقع فبادر جيش الاحتلال باطلاق الرصاص الحي على الفتى حماد واصابه بعيار مباشر في الرأس. وادعى جيش الاحتلال انه اطلق الرصاص على حماد بينما كان يحاول إلقاء زجاجة حارقة على إحدى آلياته المارة في الشارع المحاذي. واكد ابناء البلدة ان جيش الاحتلال احتجز الفتى حماد لأكثر من نصف ساعة قبل تسليمه الى طواقم الاسعاف الفلسطينية التي فشلت في إنقاذ حياته. يشار الى ان الشهيد حماد يحمل الجنسية الأميركية، وهو قريب الأسير ثائر حماد منفذ عملية "عيون الحرامية" حيث تمكن من قنص 11 اسرائيلياً وأصاب 24 آخرين ما بين جندي ومستوطن شمال رام الله مطلع انتفاضة الاقصى 2000. وتقرر ان يوارى جثمانه الثرى ظهر اليوم الأحد عقب وصول والده من الولاياتالمتحدة، ووالدته من الأردن. بدورها، دعت الولاياتالمتحدة دولة الاحتلال الإسرائيلية الى اجراء تحقيق سريع ومستفيض في ظروف استشهاد الفتى عروة حماد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي ان بلادها تتقدم بالتعازي الى عائلة الفتى علما بانه يحمل الجنسية الاميركية وان العائلة قد عادت الى الضفة الغربية من الولاياتالمتحدة قبل ثماني سنوات. وأفادت تقارير إعلامية فلسطينية أن الصبي عروة حماد من مواليد نيوأورليانز ويبلغ من العمر 14 عاماً. وقال مسؤولون في مستشفى في رام الله إن الضحية أصيب بطلق ناري في الرأس. وقالت متحدثة باسم جيش الإحتلال إن الجنود الذين كانوا يراقبون الهجوم، اضطروا للتدخل لحماية السيارات على الطريق.-على حد تعبيره- وجاءت الجريمة بعد ساعات من اشتباكات بين الفلسطينيين وشرطة الإحتلال في القدس. وقام العشرات من الشباب الفلسطينيين الملثمين برشق الشرطة بالحجارة في شرق القدس، وردت القوات الإسرائيلية بالقنابل الصوتية. وقد فرضت دولة الإحتلال قيوداً على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى في القدس يوم الجمعة ومنعت المسلمين ممن هم دون ال45 من الصلاة في الحرم. ودعت الولاياتالمتحدة (إسرائيل) إلى التحقيق في جريمة قتل الصبي الفلسطيني. وذكر بيان من وزارة الخارجية :"ندعو إلى تحقيق سريع وشفاف وسنظل على اتصال وثيق بالسلطات المحلية التي تجري هذا التحقيق". وتصاعدت الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية لاسيما في القدسالشرقية حيث يواصل المستوطنون اليهود استباحة المناطق الفلسطينية. وصدم رجل فلسطيني بسيارته الأسبوع الماضي ركاباً في محطة للسكك الحديدية في المدينة ما أسفر عن وفاة طفل إسرائيلي. وقتلت الشرطة المهاجم. وقبل ذلك، دهس مستوطن يهودي تلمديذتين فلسطينيتين ما أسفر عن استشهاد إحداهما. وزعمت شرطة الإحتلال -كذباً- إن ما حدث كان حادثاً مرورياً.