رحم الله محبوب الجماهير الأول وأمير الرياضة الذي لا يختلف في تقديره وحبه من كل الجمهور ومن كل الأندية أحد، وهو الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود- رحمه الله- صاحب فرضية " الجمهور هو اللاعب رقم واحد" ؛ فصناعة الجماهيرية فن وخبرات إدارية وعائد مدرار لصناديق الأندية وحساباتها بما يضمن التألق والاستمرارية في الملاعب بمستويات العطاء والتنافسية التي تقدم للجمهور أيضاً ما يسعده؛ أعتقد كمتابع لأوضاع الأندية وظروفها المالية التي تعوق مسيرها الكروي أن الحل في صناعة الجماهيرية بتكثيف الشراكات الاستثمارية والتعاقدات ذات العوائد المجزية؛ ونلاحظ في هذا الموسم توجه بعض الأندية نحو التنافس على مثل هذه التعاقدات فقد حملت لنا أخبار الموسم حراكاً مميزا في هذا الجانب فقد بدأ نادي الهلال بعدد من الشراكات والعقود المختلفة في خطوة جادة ومدروسة من إدارته لتمتين الموارد المالية وهو ما جعل الهلال يحقق بعض الكفاية المالية أو يخطو نحوها بإدارة متقنة حسب تأكيدات سمو رئيس النادي وجهده المتواصل مع عموم إدارته بكل مستوياتها الشرفية والتنفيذية وهو ما يُفعل من جانبه الجماهير لهذا النادي العريق ويوسع قاعدته الجماهيرية عموماً بمستوى تسويقي محترف وفقاً للعقود المبرمة مع تلك الشركات ذات الخبرة والتخصص في التسويق، وما يمكن الحديث عنه للهلال ينسحب على نادي النصر فربما كان الهدف لدى الراحل عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله هو توسيع القاعدة الجماهيرية ولكن أدوات تلك الفترة تختلف عما نحن عليه اليوم سوى ان للنصر أيضا حضوره الاستثماري المميز بانفتاحه نحو هذا الجانب وتوقيع عدد من العقود المثمرة التي تعوض السنوات العجاف الماضية وترسم خططاً أوسع للتنافس في المستقبل القريب وتعزز مكانة النادي في البطولات، كذلك هناك أندية أخذت تستعيد تجاربها في الجانب الاستثماري بعد أن أصبح للسوق وعيه العام في مفهوم الاستثمار المزدوج والمتحالف مع الأسماء الرياضية العملاقة فنادي الاتحاد وهو صاحب السبق التاريخي في الممارسة التجارية وتعاقداتها أخذ يعيد فتح الملف من جديد وبروح جديدة أملاً في استعادة لقب العميد بمضمونه في الملاعب وفي الممارسات الإدارية الناجحة، كذلك النادي الأهلي وهو يوقع العقد الاستراتيجي مع راع رسمي من خارج الوطن فهو يوسع دائرة العمل والرؤية التسويقية لعموم الأندية ويفتح آفاقاً أرحب لهذا العمل خاصة وأن بلادنا سوق واسع وضخم للعلامات التجارية الكبرى ويطالها واجب اجتماعي لا بد من القيام به، فنحن مدعوون جميعاً أندية وأصحاب قرار في الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحتى الجماهير للتعمق في ملف الاستثمار وإدارته وتفعيل التعاطي معه بأسلوب عملي يضمن لأنديتنا الاستمرارية والتفوق ويقدم للجماهير ما تصبو إليه ونصبو إليه كوسط رياضي في قيام اتحاد خاص للاستثمار الرياضي بصلاحيات واسعة لجلب المزيد من الدعم لعموم فرقنا الرياضية.