يبدو أن الخطوات المتواثبة التي خطاها لوبيز مع الاخضر لم تكن كافية لأن ينال رضا الشارع الرياضي السعودي، بالرغم من أنه ترأس الجهاز الفني للمنتخب في أصعب مراحله وفي فترة هي الأسوأ تاريخيا للصقور الخضر، وحقق لاحقا صدارة مجموعة صعبة في التصفيات، كان أشد المتفائلين حينها يطمح لوصافة المجموعة، ولا أبالغ إن قلت ان كثيرين كانوا يعولون على أفضل ثالث!. ما إن انقضت هذه الفترة حتى بدأ الانقسام على هذا الأسباني ولعل معسكر اسبانيا وخسارتي مولدوفا وجورجيا نهاية العام الماضي كانت كفيلة بأن يظهر هذا الانقسام على السطح، سوء توقيت معسكر خيريز، والنتائج السلبية وتراجع الاخضر في التصنيف الدولي ساهمت في تزايد الأصوات المطالبة برأس لوبيز، معللين ذلك بأنه مدرب مرحلة فقط ولا يتناسب مع ماينتظرنا من استحقاقات خليجية وقارية. شخصيا أعتقد أن هذا الاسباني هو الانسب لقيادة الاخضر في الاستحقاقات القادمة واعتقد ان ما قدمة في اللقاءات الرسمية كاف بأن يشفع له بالبقاء على رأس الجهاز الفني، كل ما أخشاه على لوبيز هو دورة الخليج القادمة في الرياض، بعد نحو شهر من الان، هذة الدورة عرفت تاريخيا بأنها مقصلة للمدربين وكون البطولة في الرياض فالأمر أكثر تعقيدا فالمسؤولون قبل المناصرين لن يرضون بما دون اللقب. لوبيز اطمأن على حسن سير استعداده بلقاء الاوروغواي، وطمئن العقلاء بعد أن قدم الاخضر أداء مقبولا امام احد اعرق المنتخبات وأشرسها فنيا، وخرج متعادلا أمام رفاق سواريز، تبع ذلك تعادل إيجابي مع أولمبي لبنان أثار حفيظة الشارع الرياضي مجددا، وزاد من حدة الانتقادات والاصوات المطالبة برحيل الاسباني، إلا أنه من غير المنطقي تجاهل العلامة شبه الكاملة التي حققها في اللقاءات الرسمية، ومحاسبته على لقاءات ودية الهدف منها هو تجربة بعض الوجوة والاطمئنان على جاهزية وجوة أخرى وهذا ما حدث، بدليل منح الفرصة لعدد كبير من البدلاء في لقاء لبنان، فلو أراد لوبيز النتيجة لأشرك أفضل عناصرة! أخيرا أنوه انه كون لوبيز اتى كمستشار فني لا يعني ذلك بالضرورة خلو مفكرته التقنية من الاساليب التدريبية، والذكاء التكتيكي، بل ما أظهرة الاسباني يثبت العكس تماما، الجميع مطالب بالالتفاف حول لوبيز ودعمه فالوقت ضيق ولا يحتمل إقالته، وانتداب مدرب اخر لا اعلم كم سيحتاج من الوقت ليتأقلم ولا أعلم مدى نجاحه من عدمه. فواصل : *بعثة الهلال تحط رحالها في استراليا وفي مقدمة الركب سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد، خطوة واحدة تفصل الأخير عن لقب لطالما داعب مخيلته، مرافقة سمو الأمير للبعثة بالرغم من منعه من السفر بسبب عوارض صحية، سيكون له بالغ الأثر في نفوس اللاعبين. *أنباء متواترة عن إصابة مهاجم ويستيرن سيدني وخسارتين متتاليتين في الدوري المحلي تبعث التفاؤل في الأوساط الهلالية، لكن مجددا ينبغي توخي الحذر من هذا الضيف الثقيل على آسيا، إقصاء البطل والوصيف لم يكن صدفة، لذلك حذار من الإفراط في التفاؤل أمام فريق غامض لا يمكن توقع ردة فعله. *لا بأس بخسارة محلية تعقبها صحوة قارية، هكذا لسان حال كل هلالي عقب خسارة الشباب الدورية الماضية، المهم أن يعي نجوم الهلال ذلك جيدا، لن تكون في نهائي آسيا كل يوم، لذلك يجب القتال على هذا اللقب الذي لا أبالغ إن قلت إنه الأثمن في تاريخ الهلال، لو تمكن من حصده باذن الله، كل التوفيق للهلال بالعودة بنتيجة إيجابية من سيدني.