جاء في الحديث الصحيح: «اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد»، كلنا نعلم أن الماء عندما يتجمد يصبح ثلجا عند درجة الصفر المئوي وتتغير طريقة ارتباط الجزيئات فتصبح مثل حلقة البنزين. فهناك بعض الأوساخ التي لا تزول بالماء أو بالماء والصابون وذلك لأن قوى الالتصاق بين هذه البقع والقماش تكون كبيرة مثل بقع الشمع أو العلك على القماش. فعند وضع قطعة من الثلج عليها فإن البرودة تعمل على تقارب جزيئات هذه المادة (تنكمش) فتقل قوى الالتصاق بينها وبين القماش مما يؤدي إلى انفصالها (ويمكن لكل منا تجربة ذلك في منزله). أما البرد فهو يتكون عند درجة حرارة اقل من الصفر المئوي فإذا كانت هناك أوساخ مستعصية فإن البرد يعمل على انكماش جزيئات هذه الأوساخ بدرجة اكبر من الثلج فتنفصل وتزول. هذا الدعاء الذي شبه الخطايا بالأوساخ التي يجب غسلها بالماء والتي لا تزول بالماء يزيلها الثلج والتي لا تزول بالثلج يزيلها البرد، حتى لا يبقى شيء من خطايا الإنسان. وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه في اليوم خمس مرات. ترى هل يبقى من درنه شيء قالوا: لا لا يبقى» (رواه البخاري). وهذا دليل آخر على أن الماء وسيلة تنظيف من الأوساخ والذنوب. وهنالك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الوضوء وأهميته في غسل الخطايا والذنوب. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات, قالوا: بلى يا رسول الله, قال: اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط» رواه مسلم. وقد كان الإمام الشافعي -رحمه الله- من الفراسة والشفافية بحيث كان يرى الذنوب تتساقط مع قطرات الوضوء. فسبحان من علم النبي الأمي هذه الحقيقة العلمية. نستطيع القول إن الماء والثلج والبرد هي حالات فيزيائية للماء لها قدرة كبيرة على التنظيف ولكل منها ميكانيكية خاصة في التنظيف. أسأل الله تعالى أن يغسلني وإياكم من خطايانا بالماء والثج والبرد.