شهد مجال العمل التطوعي في الفترة الأخيرة تنافسا حميدا بين الفتيات والشباب في تقديم العمل التطوعي للمحتاجين على مختلف فئاتهم، القيادات النسائية في هذا المجال كانت لها بصمة واضحة في جبين العمل التطوعي وأبين إلا أن يكون لهن الأثر في خدمة المجتمع، رغم مواجهتهن العديد من العقبات في طريقهن نحو الوصول للأهداف التطوعية عبر مشاركاتهن ميدانيًا في عدة مناشط واهتمامات كانت من بينها خدمة الأيتام والأسر المحتاجة والمرضى وكبار السن، حتى برزت بعضها في تسخير أعمالها التطوعية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، "اليوم" التقت بعدد من تلك القيادات النسائية والتي تحدثت عن أهمية العمل التطوعي وعن مشاركاتهن المستقبلية فيه. مستقبل واحد سحر خجا رئيسة فريق "مستقبل واحد" إحدى القيادات النسائية في العمل التطوعي، والتي تميزت بقيادة فريق يهتم بخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة قالت عن دخولها هذا المجال: الفريق التطوعي يهدف لتوعية المجتمع بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي فرصة للتعريف بهذه الفئة الغالية على قلوبنا، فالأكثرية من هذه الفئة يتميزون بسرعة الاستجابة للمعلومة، ولكن ما ينقص مجتمعنا هو الثقافة الكافية لمفهوم التطوع لا غير. الاحتياجات الخاصة وعن بداية نشاطات الفريق قالت خجا: انطلق "فريق مستقبل واحد" في برنامج إثراء المعرفة، حيث قدمت إدارة شركة أرامكو الدعم للفريق بمشاركتنا في مسابقة المشاريع التطوعية، والتي شارك فيها طلاب من جامعة الأمير محمد بن فهد، ودار الصم والبكم بالدمام ومدرسة الإمام النووي بالأحساء، حيث قام الفريق باستقبالهم وأخذهم في جولة ترفيهية وثقافية على الفعالية، والتي حصلنا فيها المركز الثاني، بالإضافة إلى تنظيمنا العديد من الفعاليات والأنشطة كإقامة حفل ترفيهي لدار المسنين وحفل للأيتام بمناسبة اليوم الوطني. فن واحترافية وفي نفس السياق قالت رئيسة اللجنة النسائية بفريق «معاني» التطوعي هيا العلواني: إن الفريق بلجنتيه الشبابية والنسائية يهدف إلى تطويع أنفسهم لإقامة الأنشطة من فعاليات وبرامج خيرية، عبر إطلاق شعار ورسالة ذات معنى سام لكل نشاط، مشيرة إلى أن رؤية الفريق هي استثمار الطاقات الشبابية، لتنفيذ البرامج التطوعية والخيرية بفن واحترافية. منارة التطوع ونوهت العلواني إلى أن من أهداف الفريق تقديم وتنظيم البرامج الخيرية لإسعاد المحتاجين والمرضى والمساكين، وإدخال السرور في أنفسهم ورسم المعاني الجميلة والقيم الإنسانية على وجوههم، وأن تكون لنا بصمة ووقفة معهم من منطلق الحديث (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، وحول رسالة الفريق قالت: "رسالتنا هي أن نكون منارة في العمل التطوعي، ومطمحا لمحبي العمل الخيري، لتنفيذ البرامج الاجتماعية والثقافية والتوعوية التي تخدم المحتاجين من أبناء مجتمعنا". وحول المسجلين بالفريق وأنشطته ذكرت هيا أن عدد الأعضاء في اللجنة الشبابية بلغ 12 شابا، وفي اللجنة النسائية بلغن 35 شابة من بينهن طفلتان، حيث اقام الفريق عددا من البرامج التطوعية والمبادرات الخيرية إبان تدشينه بداية العام 2014 م، بلغت 11 فعالية بشراكة وتعاون عدد من الجهات ومنها جمعية جود النسائية الخيرية التي شاركت في دعم الفريق في عدد من الفعاليات، وساهمت في إنجاح فعاليات الفريق، وأبرزها فعالية "يوم الطفل العربي" وفعالية "فرحة قلوب" الخاصة بالأيتام والتي حضرها ما يقارب 45 يتيما ويتيمة، كما أن هناك فعاليتين ستقامان خلال الأشهر القادمة وهما "عيادة وسعادة" وفعالية خاصة لأطفال متلازمة داون سيتم الإعلان عنها قريبا. عزوف الشركات وحول سؤالنا عن معوقات الفريق قالت هيا: حقيقة لا توجد لدينا معوقات في إقامة الفعاليات، حيث إن كثيرا من الجهات التي نزورها يقومون بتسهيل إجراءات استضافتنا خصوصا في صالات الألعاب أو إقامة البرامج مثل مركز سايتك بالخبر، ولكن قد يكون هناك عزوف من الشركات الخاصة أو شركات المسؤولية الاجتماعية في تقديم الدعم للفريق ولا أعني بالدعم المال ولكن أعني به الهدايا والجوائز التي تقدم للأطفال. دعم الفرق وطالبت العلواني في نهاية حديثها بأن تساهم الشركات التجارية، أو مؤسسات المسؤولية الاجتماعية في دعم الفرق التي تقوم فعليا بعمل أعمال خيرية، من خلال توفير احتياجات الفريق بقدر مقبول دون إسراف مالي على أمور ليس لها فائدة مثل طباعة البروشورات والبنرات الضخمة. عالم التطوع وذكرت سارا عبدالقادر رئيسة فريق "عالم التطوع" أن الفريق يجمع مجموعة مختلفة من الشباب والفتيات من مختلف التخصصات والأعمار والثقافات، ليمثلوا الفريق في مختلف الأنشطة التطوعية، وأهداف الفريق لا تختلف عن باقي الفرق التطوعية التي تتمثل في دمج أفراد المجتمع في منظومة متكاملة تسعى لرفع ثقافة المجتمع، وتحسين الصورة الذهنية عن المتطوعين والتوعية بأهمية المشاركة في الأعمال التطوعية، والتواصل مع الفرق التطوعية لتبادل الخبرات، وتنفيذ البرامج الاجتماعية في مختلف المجالات، وتنمية روح العمل الجماعي، ونشر ثقافة التطوع بين أفراد المجتمع، حيث إن ثقافة التطوع هي مسؤولية مجتمع شاملة وسياق ثقافي واجتماعي واقتصادي. التطوع حياة وختمت سارا حديثها قائلة: يعلم الجميع أن العمل التطوعي هو بذل جهد بدني وعيني ومالي وفكري يقدمه المتطوع عن رضا وقناعة بدافع من دينه، لذا فرسالتنا هي ألا يكفى بأن تكون متطوعا ولكن الأهم أن تتميز بأداء عملك وأنت تحافظ على أهدافك ومبادئك التي حثنا عليها ديننا الحنيف في مجال العمل التطوعي.