منذ 75 عاماً أو أكثر والمملكة تدير باقتدار شئون الحج تنظيمًا وإشرافًا ورعاية؛ أجيالٌ تناوبت على استلام راية خدمة ضيوف الرحمن التي هي من مفاخرنا؛ عقودٌ متعاقبة والمملكة منظمة للحج تتكئ على تجارب وخبرات متراكمة منحتها بعدًا عالميًا شهد بكفاءتها ونجاحها في إدارة الحشود والتجمعات البشرية؛ خبرة حصرية صدّرتها المملكة خارج حدودها اُستفيد منها عالميًا؛ فجاءت الإشادة من خارج المحيط العربي والإسلامي؛ فممثلة الأممالمتحدة على مستوى العالم بجنوب أفريقيا الدكتورة سلايا نويا؛ وأمام المؤتمر الدولي لطب الحشود والتجمعات البشرية قالت حرفيًا: (إن دول العالم بما فيها جنوب افريقيا وخلال استضافتها لكأس العالم استفادت من الخبرة السعودية والسبب بسيط أنه لا توجد دولة تدير وتنظم هذه الحشود وبهذا المستوى وبصفة سنوية إلا المملكة العربية السعودية)، والحق ما شهدت به (سلايا) فالتفويج المليوني باختلاف لغاتهم وثقافاتهم في جغرافية صعبة وبانسيابية وفي أجواء صحية آمنة لهو ضرب من الخيال. (خدمة الحاج شرف لنا) شعار ينبئك عن حقيقته وجود ولي العهد مشرفًا على الحج ووزير الداخلية رئيسًا له وأمير المنطقة رئيسًا للجنته؛ استنفار بكافة المستويات فالدولة حاضرة جاهزة بجميع مؤسساتها وأجهزتها وكوادرها؛ شعار الخدمة تحدثك عنه أرض المشاعر فهناك جنود مجندة ومشاريع جبارة وخدمات وتسهيلات؛ انفاق طائل وجهود مبذولة جعلت من الحج رحلة روحانية ميسرة؛ الكل يعمل ويستعد ويخطط قبل موسم الحج وبعده كله من أجل هدف واحد وهو خدمة الحاج وإسعاده، ورغم الاستعدادات والجهود المعلومة فالكمال لن يتحقق والوعي ما زال مفقودًا عند أغلبية الحجاج، وما وجود نصف مليون حاج تسللوا للمشاعر بدون تصريح حج إلا شاهدًا واحدًا لانعدام التعاون وتعمد تجاوز الأنظمة، وهذا يترتب عليه إرباك لخطة الحج، وواثقون وبعد تقييم المسئولين للوضع بأن المشكلات والسلبيات ستتلاشى وستعزز الإيجابيات وتُطوّر لحج نموذجي قادم. مهمة الحج مسئولية عظيمة أوكلها ولي الأمر لرجال ثقاة أكفاء ولم يتركها لأحاد الناس ومتطفليها؛ فتنظيم الحج وسلامته مسئوليتهم أمامه وهم المرجعية والمصدر الصحيح لأي معلومة عن مشاكل الحج وما يستجد فيه، والمواطن شريك في نجاح المهمة ومن حقه النقد وإبداء الملاحظات التي تصب في صالح الحج عبر القنوات الرسمية المعروفة؛ ليستفيد منها المسئول آنيًا ومستقبلًا عند وضع خططه وبرامجه، والمرفوض أن يتحين أحدنا الحدث الأضخم ثم يأتي مسرعًا من المواقع الخلفية باتجاه عكسي وتوقيت سيئ؛ ليغرد خارج السرب والمألوف وخارج نطاق النصيحة ومصلحة الحج بمعلومات مغلوطة توحي للعامة والخاصة بالتراخي والتقصير في أداء المسئولين فينسف بها الجهود ويخدش الجميل ويشكك بنجاح الحج؛ لتتلقفها من بعده فضائيات السوء التي يزعجها نجاح الحج، وقد استغلتها ووظفتها لخدمة هدفها التشويهي مرتكزة على معلومة صحيحة باعتبار أن الشاهد من أهلها؛ ولا أدري كيف يتجرأ أحدنا على النقد الرخيص والتشويش؛ اذا كان لم يقف في الميدان لساعة فيقضي وقته بين السموم والغبار وعوادم السيارات ورائحة البشر، ولم يُقّدر وضع مسئول أنهتكه الزيارات التفقدية والجولات التفتيشية المستمرة ومتابعته تفاصيل الحج في الوقت الذي يأتي أحدنا لمدة 5 أيام وفي حملة ال(VIP محمول ومكفول)، ثم لم تسعفه قدمه ولا أدوات التواصل والاتصال للوصول المسئول القريب منه جدًا وتأمل إنصاف وإيجابية تقارير الصحف الأجنبية بينما البعض يبحث عن النقص ويضخمه وينشره. نهنئ قيادتنا ورجال أمننا وأنفسنا والحجاج بنجاح الحج، وهو نتاج طبيعي لعمل مؤسسي منظم سادته بمهنية الروح الجماعية والإخلاص في العمل.