بعد مرور 9 سنوات على دخول الاستثمار الرياضي والرعاية في الدوري السعودي نشاهد طفرة في عقود الرعاية وتهافتا من الشركات على رعاية أندية محددة وهي الكبيرة بالبطولات والتاريخ والجماهير التي يبحث عنها الراعي لتسويق منتجاته. وعلى النقيض من ذلك أصبحت قضية الاستثمار والرعاية لأنديتنا الأقل حظًا واقعًا مريرًا لجميع مسئوليها في رفع المداخيل بتوفير عقود رعاية لها. بداية الاستثمار والراعي الاستراتيجي في عام 2006م دخل الدوري السعودي مرحلة جديدة في دخول شركة الاتصالات السعودية برعاية 12 نادٍياً بمبلغ لا يتجاوز 15 مليون ريال بتشغيل جوالات الأندية وفي عام 2008 وقع الهلال أول عقد استراتيجي مع شركة موبايلي لمدة 4 مواسم بعقد كبير جدًا في ذاك الوقت وبحدود 40 مليون ريال، وفي الموسم التالي وقعت الاتصالات السعودية مع أندية الاتحاد والأهلي والنصر عقودًا بين 45 مليوناً إلى 38 مليون ريال لمدة 5 مواسم ليوقع الهلال عقدًا جديدًا مع موبايلي بمميزات أخرى ومبلغ أكبر من العقد السابق يصل إلى 50 مليون ريال، بالإضافة إلى المميزات الأخرى، ووقعت الاتصالات أيضًا عقود رعاية مع الاتفاق والشباب لمدة موسم واحد، ثم جددت مع الشباب 4 مواسم جديدة، وظلت بقية الأندية الأخرى بدون عقود رعاية تذكر، وكان الراعي الاستراتيجي هو من يسوق التذاكر ويمتلك حقوق الإعلانات داخل الملعب. تنوع الرعاة والبحث عن الكبار مع مرور الوقت تطور الفكر لدى الأندية السعودية الكبيرة في تنويع الرعاة وعدم الاعتماد على راعٍ استراتيجي مثل السابق حيث نشاهد أكثر من إعلان على قمصان الأندية، وتسويق اللوحات الإعلانية والتذاكر، وهذا يساهم في رفع الدخل لا سيما وجود شركات محلية وخليجية تعتزم الدخول في الاستثمار الرياضي لما تمثله الأندية السعودية من شعبية كبيرة حيث نشاهد الهلال والنصر يمتلكان أكثر من راعٍ. الهلال يمتلك أكثر رعاة والنصر ثانيًا حصل الهلال زعيم الأندية السعودية في عدد البطولات وصاحب الشعبية الجماهيرية الجارفة على نصيب الأسد في عدد الشركات الراعية وحصل على حزمة من العقود بلغت 9 رعاة وتتجاوز 120 مليون ريال سنويًا حيث وقع في البداية مع «موبايلي» و«عبدالصمد القرشي» و«بوبا» و«كاريبو كافيه» وتم ضم شركة «موبيل1»، «فولكس واغن»، «نايكي»، «دومينيوز بيتزا»، ومن المتوقع أن يعلن عن عقود جديدة أخرى في الأسابيع القادمة. ويأتي النصر ثانيا ب4 شركات حيث وقع مع موبايلي، والعربية للعود، ودوتشيه بنك المالية العالمية ممثلة في دوتشيه السعودية للأوراق المالية، وشركة يوجين الإلكترونية العالمية. ومن المستغرب عدم حصول نادٍ بحجم شعبية وبطولات الاتحاد على عقود رعاية إلى الآن رغم وجود أنباء غير مؤكدة حول التوقيع مع شركة قطر للاستثمار أو التوقيع مع موبايلي ومع شركات أخرى، وكذلك الشباب لم يحصل على أي عرض إلى الآن وتوجد بعض عقود الرعاية مع بعض أندية جميل ولكن لا تذكر. الأهلي والعرض الاستراتيجي يعد الأهلي الفريق السعودي الوحيد الذي يمتلك راعيًا استراتيجيًا مع شركة المها للطيران التابعة للخطوط القطرية بعقد يمتد لمدة 3 سنوات بمبلغ يتجاوز 72 مليون ريال سنويًا إلى جانب بعض المزايا الأخرى والحوافز المادية، ويعد العقد الأعلى والأكبر في الدوري السعودي. تطور رعاة الدوري السعودي عندما دخلت شركة زين للاتصالات في موسم 2009م وحصلت على رعاية الدوري السعودي لمدة 5 مواسم بمبلغ 60 مليون ريال سنويًا، ومع دخول شركات أخرى في الرعاية مثل شركة مستر كارد وطيران الإمارات أحدثت نقلة في مفهوم الاستثمار الرياضي قبل انسحاب الشركة وفك ارتباطها علمًا أن العقد السابق كانت تصل الفرق مبالغ ضعيفة جدًا، ومع دخول شركة عبداللطيف جميل بعقد يصل إلى 120 مليون ريال سنويًا وهو يعد مبلغًا كبيرًا ارتفعت مداخيل الأندية من رابطة المحترفين حيث توزع 80 % بشكل متساوٍ حيث يحصل كل فريق على مبلغ 3,6 سنويٍا و20 % على سلم الترتيب في الدوري. MBC ترفع مداخيل الأندية في السابق كانت إيرادات النقل التلفزيوني معدومة حيث يتقاسم الفريقان 25 ألف ريال عن كل مباراة وهو مبلغ زهيد لا يليق بقيمة الأندية السعودية، وفي عام 2006 حصلت شركة راديو وتلفزيون العرب على حقوق نقل المسابقات السعودية ب300 مليون ريال لمدة 3 سنوات وجدد لها في عام 2009 لمدة موسمين ب300 مليون بواقع 150 مليوناً سنويًا، ثم حصلت عليه الرياضية بنفس المبلغ، ومع فوز قنوات (MBC) بحقوق نقل دوري عبداللطيف جميل لمدة 10 سنوات بعقد يصل إلى 3,6 مليار ريال يعد قفزة كبيرة في استثمار حقوق النقل. صراع الأثرياء والفقراء الأندية الكبيرة التي تمتلك عقود الرعاية هي أيضًا من تمتلك وجود شخصيات اجتماعية ورجال أعمال داعمين يدفعون بلا حدود وخصوصًا أندية الهلال والاتحاد والنصر والاهلي والشباب، وهؤلاء يشكلون 30 % من أندية جميل، وعلى النقيض من ذلك 70 % والتي تمثل بقية الفرق المشاركة في الدوري الممتاز لا يمتلكون أي موارد مادية عدا دعم حقوق النقل التلفزيوني لشركة (MBC) عندما قدمت عرضًا تاريخيًا لشراء حقوق نقل دوري عبداللطيف جميل بسعر يصل إلى 300 مليون ريال سنويًا، ومن المتوقع أن يصل كل نادٍ أكثر من 10ملايين سنويًا، بالإضافة إلى مبلغ آخر على حسب المركز في سلم الترتيب +3,6 مليون ريال توزع بالتساوي لكل نادٍ، و20 % على حسب المركز مبلغ إعانة الاحتراف مليون ونصف المليون حقوق بيع التذاكر حقوق الإعلانات في المباريات التي تقام على أرضه، وإذا كانت أندية جميل التي تمتلك عقود رعاية وأعضاء شرف داعمين تعاني من المشاكل المالية، فمن الطبيعي أن نجد الأندية الأخرى التي لا تمتلك عقودًا تعاني من ضائقة مالية في تسديد الرواتب وتجديد العقود بسبب شح الموارد المادية، وإذا لم يتم وضع الحلول العاجلة سوف تغرق في الديون في حالة عدم تطوير المداخيل المادية وستنهار خلال سنوات قليلة لعدم القدرة في الصرف على رواتب اللاعبين والمدربين ومقدمات العقود، وكانت رابطة المحترفين أصدرت بيان عن آلية توزيع الإيردات والمكافآت في الموسم الماضي، وتقوم آلية توزيع الإيرادات والمكافآت على 4 عوامل: 1- إيرادات الرعاية: وهي الإيرادات الناتجة عن رعاية الدوري من قبل الراعي الرئيسي شركة عبداللطيف جميل، والرعاة المشاركين. ما يوزع على الأندية هو 62 مليون ريال توزع 80 ٪ منها بالتساوي (3.6 مليون ريال لكل نادٍ)، و20 ٪ منها بحسب ترتيب الفرق بنهاية الدوري. بحيث يحصل الأخير على 118,862 ريالًا، وتزيد بذات المقدار لكل فريق كلما ارتفع مركزه في سلم الترتيب. 2- إيرادات النقل التلفزيوني: وهي إيرادات حصول القنوات السعودية الرياضية على حقوق بث الدوري السعودي (ملاحظة قبل حصول MBC على حقوق النقل). مجموع ما يوزع على الأندية من هذا المصدر هو 75.6 مليون ريال. توزع منها 55 ٪ بالتساوي بين الأندية (3 ملايين ريال لكل نادٍ)، و45 ٪ بحسب الترتيب بنهاية الدوري، حيث يبدأ التوزيع من صاحب المركز الأخير الذي يحصل على 320,000 ريال، وتزيد بنفس المبلغ لكل مركز صعودًا في سلم الدوري. من المتوقع أن يشهد الموسم الحالي ارتفاع مداخيل الأندية من النقل التلفزيوني بنسب تتجاوز 150 %. 3- مكافأة البطولات: وهي المكافأة المقررة من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم في لائحة المسابقات وهي 3 ملايين لبطل الدوري، و2 مليون للوصيف ومليون ريال لصاحب المركز الثالث. 4- مكافأة الصعود: وهي مكافأة تقدم للفريقين الصاعدين من دوري الدرجة الأولى للدوري الممتاز بواقع مليون ريال لكل فريق. والمحصلة كان نادي النصر بطل الدوري هو صاحب أكبر دخل من مجموع هذه الإيرادات بواقع 15.7 مليون ريال، بينما كان الاتفاق هو الأقل ب7.4 مليون ريال فقط، وحاز النهضة صاحب المركز الأخير في ترتيب الدوري على إيرادات تجاوزت الاتفاق صاحب المركز 13 والشعلة (12)، وذلك بفضل مكافأة الصعود التي حصل عليها مطلع الموسم. وبذلك تكون نسبة الفرق بين صاحب أعلى إيرادات والفريق الأقل هي أكثر من الضعف (2.1 إلى 1). يشار إلى أنه إضافة لذلك فإن الأندية تحصل سنويًا على إعانة احتراف من الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم تبلغ 1.5 مليون ريال. توقيع عقد الرعاية بين النصر وموبايلي من مراسم توقيع عقد رعاية طيران القطرية مع الأهلي