المؤسف المزعج في المشهد اليمني هو منظر المحاربين في ميليشيات الحوثيين من (الأطفال والمراهقين) الذين يتزاحمون في سيارات النقل حاملين بنادقهم ورشاشاتهم، إنه مشهد مؤسف ومؤلم بدون شك!! هل هذا ما لدى الحوثيين؟.. هل هؤلاء الأطفال والمراهقون هم وقود المعركة لتحقيق حلم القيادات الحوثية؟ هذه المشاهد اليمنية يوازيها الآن حالة التشرد والضياع لمئات الأطفال والشباب في سورياوالعراق. هؤلاء في أوضاع كارثية، فالذين ذهبوا لأعمال إغاثية وإنسانية يحكون قصصا مؤسفة للمعاناة التي تتلقاها النساء والأطفال والشباب في مخيمات اللاجئين وحارات المدن المدمرة، وفي العراقوسوريا سوف يخرج من رحم هذه الأزمات جيل لا يعرف سوى لغة العنف والحرب. الإسرائيليون ومعهم الإيرانيون يعتقدون أن تخريب المنطقة هو السبيل إلى بقاء إسرائيل آمنة مستقرة، وهو المهيئ لتوسع إيران، والكيانان لا يهمهما في النهاية من يتحمل الخسائر ويمول المشروعين، الصهيونية العالمية ترعى المشروع الإسرائيلي بالمال والسلاح والدعم السياسي والقانوني، وإيران تحارب بالأموال العربية المجموعة للفقراء، والمسروقة من نفط العراق، والشباب والأطفال تدفعهم عبر أحزابها وجماعاتها إلى ساحات القتال والدمار. الذي يؤلم هو أن نرى كيف استطاعت إيران أن تحول الإخوان في العقيدة والدم والجوار إلى أعداء يضرب بعضهم رقاب بعض، نعم.. أصبحنا وقود الصراع الذي تفجره إيران في العراقوسوريا ولبنان واليمن. يبدو أن الإيرانيين لن يقبلوا لنا بأكثر من هذا! الذين شاركوا في طفرة المشروع الإيراني وجذبهم خطاب الثورة، من شباب الخليج، حيث انخرط بعضهم بالأنشطة الدعوية وهناك من تورط بالنشاط المسلح لخدمة المشروع الإيراني، هؤلاء وبعد سنوات من الغربة والتشتت عادوا إلى ذاتهم وعرفوا- بالتجربة المباشرة- كيف حولتهم إيران إلى وقود لمشروعها في المنطقة، فالمكاسب تذهب لرجال الدين والساسة الإيرانيين، أما العرب فلهم العمل الشاق والمعاناة وتحمل الخسائر. في منطقتنا المأزومة حيث تتوسع دائرة المآسي.. ما أكثر حاجتنا إلى كل ذي عقل رشيد، ورأي سديد.. وقلب كبير!