ضعفت الليرة لليوم الثاني على التوالي وانخفضت الأسهم التركية إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أشهر، بعد أن اندلعت اشتباكات في جنوب شرق تركيا واستؤنف تداول الأسواق في البلاد بعد عطلة عامة. وانخفضت قيمة الليرة بنسبة 0.8 في المائة مقابل الدولار لتصل إلى 2.2929 في الساعة 1:14 عصراً في اسطنبول، حيث هبطت بأعلى معدل من بين 24 عملة من عملات الأسواق الناشئة التي تتابعها بلومبيرج. وكان مؤشر بورصة إسطنبول 100 قد تراجع بنسبة 2 في المائة الى أدنى مستوى له منذ 30 أبريل عند منتصف النهار. وقد استؤنف التداول في أسواق الأسهم وأدوات الدين التركية اليوم بعد أن أغلق عند منتصف النهار في الثالث من أكتوبر بسبب عطلة عيد الأضحى. ويقوم الأكراد الآن بالاحتجاج في منطقة الجنوب الشرقي على استجابة الحكومة المحدودة للمتشددين من أعضاء الدولة الإسلامية (داعش) التي تهدد مدينة كوباني عبر الحدود السورية. وقال موقع Haberturk: إنه قد قتل 15 شخصاً على الاقل في أعمال العنف، وفرض حظر التجول هناك في الساعة 10 مساء بالتوقيت المحلي أمس، وكذلك في ماردين وسيرت وباتمان وفان، وفقاً لصحيفة حريت، التي قدرت عدد القتلى ب 14 شخصاً. وقال أيبك أوزكارديسكايا، وهو محلل استراتيجي للعملات لدى بنك Swissquote في جنيف، في تعليقات بالبريد الإلكتروني: «من الواضح أن الاحتجاجات تؤثر سلباً على الليرة». وأضاف: «هناك زيادة في تصور مخاطر الجغرافية السياسية، والإغلاق فوق 2.28 ليرة قد يزيد من زخم تراجع قيمة العملة، ومن المرجح أن تدعم هذا الاتجاه محاضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي». وقفز العائد على السندات الحكومية التركية لأجل 10 سنوات للمرة الأولى هذا الشهر، حيث ارتفع بمعدل 10 نقاط أساس ليصل إلى 9.74 في المائة. كذلك انخفض مؤشر القوة النسبية على مدى 14 يوماً في البورصة إلى 26، وهو أدنى مستوى منذ يونيو 2013. يشار إلى أنه حين يكون المستوى أقل من 30 فإن هذا يشير لدى بعض المحللين الفنيين إلى أن إحدى الأوراق المالية أو المؤشر يتعرض لمبيعات كبيرة ومن المؤمل أن يرتفع. وبعد ثلاثة أشهر من تصريح مجلس الاحتياطي الاتحادي الامريكي بأن أسعار بعض الأسهم هي فوق قيمتها الحقيقية، تدخل صندوق النقد الدولي من خلال تحذير خاص به، قائلاً: إن خطر خسائر الأسهم ارتفع في عام 2014 وقد يكون تقييم سوق البورصة فوق قيمته الحقيقية، كما أن مؤشر ستاندرد اند بورز 500 تراجع بنسبة 1.5 في المائة الى 1935.10 نقطة يوم أمس. كذلك خسر مؤشر داو جونز الصناعي 1.6 في المائة ليصل إلى 16719.39 نقطة، وهو أكبر تراجع منذ 31 يوليو. وقال أوزجور التوج، كبير الاقتصاديين في BGC Partners في اسطنبول، عن طريق البريد الإلكتروني: «إذا تدخلت تركيا عسكرياً، فإن الأثر السلبي على الأسواق المالية يمكن أن يستمر».