حمل أحد شباب الجوالة والكشافة حاجًا من الجنسية الاندونيسية يبلغ من العمر 80 عامًا على ظهره حتى أوصله إلى أهله وذويه في مخيمات مشعر منى. وحكى الكشاف فيصل حمود العنزي الذي نال شرف المشاركة بمعسكرات جمعية الكشافة للخدمة العامة بالحج من محافظة العلا، حيث سطر عملاً جليلا يفخر به كل شاب من شباب هذا الوطن نظير ما قدمه من عمل إنساني أثناء أدائه لمهام إرشاد حجاج بيت الله الحرام بمشعر منى مع رفاقه من معسكر منى الجبل، يقول: شاهدت في تلك الأثناء خلال ساعات الظهيرة حاجًا طاعنًا في السن يعيش في دوامة من التعب والإعياء تائهًا حائرًا أنهكه المسير في جنبات المشاعر يبحث عن مخيمه ولا يتحدث العربية الأمر الذي لفت انتباه الكشاف الذي شعر بمعاناته ليبادر سريعًا في إنقاذه. وقدم الكشاف فيصل للحاج الطاعن في السن بداية جرعات من الماء، ثم شارك الحاج رحلة البحث عن مخيمه، وبعد قراءة بيانات بطاقة الحاج والمعلومات التي تدون عادة على معصم كل حاج، استدل على اسمه وبلده وموقع مخيمه، ورغم بعد المكان إلا أن الكشاف أصر على إيصاله لمخيمه بأمان غير أبهِ بما سيتكبده من تعب ومشقة لعدم مقدرة الحاج على المسير بسبب ما يعانيه من تعب وإجهاد. وقرر الكشاف بعد الاستعانة بالله حمله على ظهره متوجهًا بكل عزيمة نحو مقر مخيمه الذي يبعد مسافة تزيد على 2 كيلو متر كون الحاج من الجنسية الاندونيسية ويبلغ من العمر 80 عامًا، وفور وصوله مقر مخيم حجاج اندونيسيا وجد ذويه في انتظاره مندهشين من موقف هذا الكشاف البطولي الذي حمل الحاج الطاعن على ظهره مسافة طويلة حتى مقر مخيمه مبديا سعادته بنجاح مهمته وتسليمه لذويه وسط دعوات من الحاج الطاعن وذويه بأن يوفق هذا الكشاف على جميل صنيعه. وعبر الكشاف فيصل العنزي عن هذا الموقف المشرف قائلا: إن هذا العمل أكسبني شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام.. وشباب الكشافة يمثلون أنموذجا يعكس جهود شباب المملكة في تقديم الصورة الحسنة للمواطن المرحب بضيوف الرحمن في أطهر وأحب البقاع إلى الله.