بين صفوف شبان الجوالة والكشافة، تظهر مع كل موسم حج مبادرات بطولية لهؤلاء الشبان في مساعدة الآخرين، وتقديم العون لهم من خلال سلوكيات تترجمها أفعالهم، وفي هذا العام تمكن الكشاف فيصل حمود العنزي من إنقاذ حاج طاعن في السن تائه عن مخيمه، فحمله على ظهره حتى أوصله لمخيمه. شاهد "العنزي" أثناء أدائه مهام إرشاد حجاج بيت الله الحرام بمشعر مِنى مع رفاقه من معسكر مِنى الجبل، خلال ساعات الظهيرة، حاجًّا طاعنًا في السن في دوامة من التعب والإعياء تائهًا حائرًا أنهكه المسير في جنبات المشاعر يبحث عن مخيمه ولا يتحدث العربية، الأمر الذي لفت انتباهه، فبادر سريعًا لإنقاذه، مقدمًا له بداية جرعات من الماء، ثم شاركه رحلة البحث عن مخيمه. وبعد قراءة بيانات بطاقة الحاج والمعلومات التي تدون عادة على معصم كل حاج، استدل على اسمه وبلده وموقع مخيمه، ورغم بُعد المكان إلا أن الكشاف فيصل أصر على إيصاله لمخيمه بأمان غير آبهٍ بما سيتكبده من تعب ومشقة لعدم مقدرة الحاج على المسير بسبب ما يعانيه من تعب وإجهاد، فقرر بعد الاستعانة بالله حمله على ظهره متوجهًا به بكل عزيمه نحو مقر مخيمه. واستمر بالمسير لمسافة تزيد عن (2) كلم كون الحاج من الجنسية الإندونيسية ويبلغ من العمر (80 عامًا)، وفور وصوله مقر مخيم حجاج إندونيسيا وجد ذويه في انتظاره مندهشين من موقف هذا الكشاف البطولي الذي حمل الحاج الطاعن على ظهره مسافة طويلة حتى مقر مخيمه، مبديًا سعادته بنجاح مهمته وتسليمه لذويه وسط دعوات من الحاج الطاعن وذويه بأن يوفق هذا الكشاف على جميل صنيعه. وعبر الكشاف فيصل العنزي عن هذا الموقف المشرف قائلا: إن هذا العمل أكسبني شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام. وأضاف أن شباب الكشافة يمثلون نموذجًا يعكس جهود شبان المملكة في تقديم الصورة الحسنة للمواطن المرحب بضيف الرحمن في أطهر وأحب البقاع إلى الله.