تعتزم شركة هيوليت باكارد الانقسام إلى شركتين مستقلتين، واحدة لأعمال الكمبيوتر الشخصي والطابعات، والأخرى لأعمال معدات الشركات والخدمات، حسب مصدر مطلع في الشركة. ستعلن الشركة عن قرارها خلال أيام، وفقاً للمصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأن الموضوع لا يزال غير معلن. سيكون الانقسام على شكل توزيع للأسهم المعفاة من الضرائب بين المساهمين في السنة المقبلة، وفقاً لصحيفة وول ستريت جيرنال، التي كانت أول من أعلن عن نبأ الانقسام في الشركة. وسبق أن كانت هناك تقارير عن قيام الشركة بالانفصال إلى وحدتين مستقلتين. في عام 2011 أوقفت ميج ويتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، خططاً من قبل ليو أبوتيكر، الرئيس التنفيذي السابق، لفصل وحدة الكمبيوتر الشخصي. الجهود الرامية إلى فصل الشركة تكتسب في الوقت الحاضر زخماً بين شركات التكنولوجيا الأخرى. فقد كانت شركة آي بي إم IBM تتخلص من أقسام القطع والمعدات، بما في ذلك عملية بيع قسم الكمبيوتر الشخصي إلى شركة لينوفو الصينية في عام 2005، وفي الشهر الماضي أعلنت شركة إي باي أنها ستفصل وحدة باي بال. وتفكر شركة إي إم سي، التي تختص في كمبيوترات التخزين، في خيارات استراتيجية يمكن أن تشتمل على بيع جزئي أو تام لشركة في إم وير، كذلك عقدت مباحثات لمناقشة فكرة الاندماج مع هيوليت باكارد. وأثناء المناقشات برزت فكرة أن تقوم هيوليت باكارد بفصل وحدة الطابعات والكمبيوتر الشخصي. وكانت الفكرة هي تشكيل شركة تركز على مجالات من قبيل التخزين والخوادم والبرامج والأمن. وقد امتنعت عن التعليق سارة بومبي، المتحدة باسم هيوليت باكارد في كاليفورنيا. تغيير شامل في هيوليت باكارد ستكون ويتمان هي الرئيس التنفيذي لأعمال الشركات ورئيسة مجلس إدارة شركة الكمبيوتر الشخصي والطابعات، كما قالت الصحيفة. وستكون باتريشيا روسو، التي هي حالياً عضو مجلس الإدارة المستقل، رئيسة مجلس إدارة أعمال الشركات، وسيتولى دون وايزلر، نائب الرئيس المسؤول عن قسم الكمبيوتر الشخصي والطابعات، منصب الرئيس التنفيذي للشركة الجديدة، وفقاً لما قالت صحيفة وول ستريت. وكانت ويتمان تقوم بإدخال منتجات جديدة وتقليص الوظائف واختصار النفقات منذ أن تولت منصب الرئيس التنفيذي في عام 2011، حيث كانت تسعى لتغيير الأحوال في الشركة. وقد تخلفت الشركة في مجال حوسبة الجوال في وقت كان فيه المستهلكون يتوجهون بقوة إلى الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وفي السنة الماضية فقدت مكانتها باعتبارها أكبر شركة في العالم لصناعة الكمبيوتر الشخصي، التي احتلتها شركة لينوفو. الأثر المترتب على الانقسام إن فصل قسم الكمبيوتر الشخصي والطابعات لن يكون له أثر كبير طويل المدى على قيمة المساهمين ما لم ينطلق قسم أعمال الشركات، وفقاً لما قاله إريك جوردون، أستاذ في كلية الأعمال في جامعة ميتشغان. وقال جوردون في بيان بالبريد الإلكتروني: «هناك ما يبعث على القلق إلى حد ما حين نرى ويتمان تقسم وقتها بدوام كامل في وظيفة الرئيس التنفيذي لقسم أعمال الشركات، والواجبات المرهقة باعتبارها رئيسة مجلس إدارة شركة الكمبيوتر الشخصي والطابعات، وهو ما يتطلب قدراً كبيراً من الانتباه على المستوى الاستراتيجي». وفي السنة المالية السابقة أبلغ قسم الكمبيوتر الشخصي والطابعات في هيوليت باكارد عن إيرادات بقيمة 55.9 مليار دولار، مقارنة مع رقم 55.6 مليار دولار بالنسبة لقسم حلول التكنولوجيا في الشركة، الذي يوفر مساندة الأنظمة ويقدم الاستشارات للشركات الأخرى. وسجّل قسم الكمبيوتر الشخصي والطابعات أرباحاً تشغيلية إجمالية بلغت 4.84 مليار دولار، في حين أن قسم خدمات الشركات حقق دخلاً تشغيلياً مقداره 5.85 مليار دولار. وسوف تعقد الشركة اجتماعها السنوي مع المحللين الماليين في سان هوزيه يوم غد، الثامن من أكتوبر. وقد ارتفعت أسهم هيوليت باكارد هذا العام بنسبة 26 في المائة، بعد أن ارتفعت بحوالي الضعف في عام 2013.