أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مجددا التزامات بلاده تجاه أفغانستان امس الجمعة خلال زيارة إلى كابول لم يعلن عنها مسبقا. والتقى كاميرون الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني، والرئيس التنفيذي عبدالله عبدالله. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع غني: «سوف نواصل دعم أفغانستان. لدينا هدف مشترك وهو أفغانستان آمنة». وناقش كاميرون وهو أول زعيم أجنبي يزور البلاد منذ تولي الرئيس الافغاني الجديد السلطة يوم الاثنين الماضي مسألة نشر قوات بريطانية في المستقبل. وقال: «سوف تغادر كل قواتنا القتالية أفغانستان نهاية العام، ولكننا لن نترك البلاد بمفردها. سوف يظل عدد من قواتنا لتدريب القوات الامنية الافغانية». وأضاف: «لن نرسل قوات قتالية مرة اخرى إلى أفغانستان، لأننا دربنا جيشا أفغانيا وقوة شرطية أفغانية فعالة». ورحب بانتخاب رئيس جديد وتوقيع اتفاقيات أمنية مع الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي (ناتو). وأضاف: ان لندن سوف تواصل منح أفغانستان 178 مليون جنيه استرليني (286 مليون دولار أمريكي) سنويا حتى عام 2017. ووجه الرئيس أشرف غني الشكر لعائلات الجنود البريطانيين الذين قتلوا في أفغانستان. وأضاف: «أود أن أشكر تلك العائلات التي فقدت أحباءها. لقد وقفوا إلى جانبنا وسوف نتذكر هذا». وقال غني: إن الأفغان يعانون من «الجانب القبيح للعولمة.. سواء كانت المخدرات أو الشبكات الإجرامية أو شبكات المتطرفين». وأضاف: ان حكومة الوحدة الوطنية الجديدة تحول ديمقراطي للحكومة وليس السلطة. ف"السلطة انتقلت عدة مرات في هذا البلد". وأصبح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة اول مسؤول كبير يقوم بزيارة للرئيس الافغاني الجديد اشرف غني الذي وقع هذا الاسبوع اتفاقية امنية تجيز ابقاء قوة غربية محدودة في بلاده في 2015 بعد انتهاء المهمة القتالية لحلف شمال الاطلسي. وزيارة كاميرون المفاجئة لكابول تأتي في اجواء امنية متوترة في العاصمة الافغانية، حيث اوقعت خمس عمليات انتحارية نفذها متمردو طالبان الذين يعارضون اي وجود عسكري اجنبي 17 قتيلا على الاقل منذ الاثنين اليوم الذي ادى فيه اشرف غني اليمين الدستورية. وخلف غني خبير الاقتصاد (65 عاما) المعروف بقربه من الغربيين حميد كرزاي الرجل الوحيد الذي تولى منصب الرئاسة منذ التدخل الغربي وسقوط نظام طالبان في نهاية 2001. والثلاثاء غداة وصول غني إلى سدة الحكم وقعت كابول مع الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي اتفاقيتين امنيتين لبقاء 12500 جندي اجنبي في البلاد بينهم 9800 اميركي لدعم القوات الافغانية بعد 2014. واضافة الى الولاياتالمتحدة تعهدت ايطاليا والمانيا بإبقاء جنود في افغانستان. وفي افغانستان، بريطانيا هي ثاني دولة مساهمة في التحالف الدولي بعد الولاياتالمتحدة بنشرها 3900 جندي على الارض. ولم تتعهد لندن بإبقاء جنود في افغانستان في اطار القوة المحدودة المقبلة، لكنها اشرفت على انشاء "الاكاديمية العسكرية للجيش الافغاني" التي فتحت ابوابها العام الماضي عند سفوح الجبال المحيطة بالعاصمة الافغانية. وهذه الاكاديمية مستوحاة من مدرسة ساندهرست العسكرية البريطانية التي تخرج منها الاميران وليام وهاري. تصاعد الهجمات ميدانيا، زاد حجم الخسائر في الارواح التي تكبدها الجيش الافغاني في الاسابيع القليلة الماضية مع تصاعد الهجمات التي تشنها حركة طالبان، لكن أكبر قائد عسكري أمريكي في أفغانستان قال: ان مكاسب المتمردين لن تدوم، وانه واثق من ان القوات الافغانية قادرة على منعهم من الاحتفاظ بالارض. وقال الجنرال الأمريكي جون كامبل قائد القوات الدولية في افادة أمام مسؤولي وزارة الدفاع (البنتاجون) من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة أمس الخميس: "خلال الاسابيع القليلة الماضية حدثت زيادة (في الخسائر بين الارواح)، مع سعي طالبان الى توجيه بيان وهي تنهي موسم القتال". ولم يكن لدى كامبل الذي يرأس قوة المعاونة الأمنية الدولية في أفغانستان احصاء دقيق عن حجم الخسائر الافغانية هذا العام، لكنه قال: انها تتراوح بين 7000 و9000 قتيل وجريح. وذكر ان هذا الرقم أكثر قليلا من العام الماضي؛ نظرا لتصاعد القتال مؤخرا في هلمند ومناطق أخرى. لكن قائد قوة المعاونة الامنية الدولية هوّن من شأن هذه الزيادة. وقال للصحفيين: «لا يمكن لطالبان ان تسيطر على أرض وتحتفظ بها في اي مكان تتواجد فيه قوات الامن الافغانية». «طالبان يمكنها ان تسيطر على مركز منطقة او ما شابه لكن لبعض الوقت فقط. فور ان تدرك قوات الامن الوطنية الافغانية ذلك.. تستعيد الارض».