وأخيرا سقطت صنعاء في فك المفترس الصفوي الذي ظل فاغرا فاه ولم تقف يوما مّا مخططاته وأطماعه التوسعية بل هي تتضاعف تلقائيا وبمباركة غربية صهيونية لا تألو في مسلم سني إلا ولا ذمة وعلى نحو يؤكد طبيعة تلك الحرب العقائدية بامتياز! التمدد المجوسي من جهة وويلات التسلط الصهيوصليبي من جهة أخرى يلتهمان المواقع الاستراتيجية، ويحيطان بالأمة إحاطة السوار بالمعصم، وبشكل جعل ميليشيات الحوثي وعصابته الشرسة تدخل العاصمة اليمنية وباسترخاء تام وبصمت دولي مريب وتغافل من قبل «الشيطان» الأكبر «الذي لايجد كبير حاجة لكتم شيطنته، بل يبدو أنه كلما ازداد وسمه بالشيطنة تمادى في اثباتها وممارسة لون من التجاهل وغض الطرف عما يُقدم لجماعة الحوثي من التسهيلات اللازمة بل والمعونات الإضافية التي لم تجعله على مشارف العاصمة فحسب، بل دفعته إلى تخومها، فصال وجال بل واقتحم حتى المساجد وأنزل الخطباء من منابرهم ومكروا مكرا كُبّارا معيدين بذلك الى الاذهان ومن جديد ذلك المشهد»القرمطي» فبتنا نعاينه متجسدا أمامنا وبصورة حية بعد أن كنا نبحث عنه في أدغال التاريخ! تقاطع المصالح بين ايران وأمريكا وطبيعة الأخوّة السياسية- التي باتت الآن أكثرحميمية- جعل الأخيرة تجنح وبشكل مفضوح وحافل بكل صور الانتهازية الى التلبس بمعايير ازدواجية، بينما تتجاهل تماما طبيعة الإرهاب الصفوي بل وقد تتعاطى معه وبمباركة سافرة كانت تجري فيما مضى خلف الكواليس ويجري التكتم عليها بسلوكيات مضادة وشعاراتية جوفاء وخطاب إيراني سياسي مناكف، لكنها مناكفة مناوراتية لا تتجاوز مفردات ذلك الخطاب الدعائي المثقل بضروب الشعاراتية الرخيصة والذي يتعذر تجسيد «ما صِدقه» في سياقات الواقع ولذا يتم اختزالها على الصعيد الاعلامي فقط. ولا غرو، فالمتن السياسي- المتخم بالمفارقات! واستراتيجياته المراوغة لا تصاغ سيناريوهاتها وملامحها المفصلية المؤثرة وتفاصيل مسرحة أحداثها إلا من (تحت الطاولة) فحسب، إذما (فوق الطاولة) ليس الا للتوظيف الاعلامي وال»بروباجندا» المضللة» والاساليب التكتيكية التي تتلون وفقا لطبيعة الشرط السياقي ومحددات الظرف اللحظي، ولذا يجري تصويره- أي ما فوق الطاولة- وحبك إيقاعاته بشكل مختلف يتماهى تماما وما تفرضه الاعتبارات الحاكمة للفعل السياسي المفعم باستحقاقات البراجماتية، والذي يتعذر جني مكتسباته من غير طاولة لها وجهان ظرفيان محكومان بمكونات التضاد الدلالي، بل بالتناقض الذي لا يخفى على كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فعاين ما وراء الأكمة واستشف أبعادها ومراميها وسبر أغوار تلك المناورات الاحتيالية التي تولى كبرها «الشيطان الأكبر» الذي بلغ في الشيطنة منتهاها!