شاركت المملكة في اجتماعات مجلس المحافظين التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدورته الجديدة التي بدأت أمس الأول، وذلك بعد فوزها بعضوية المجلس مجدداً لمدة عامين قادمين. كانت المملكة قد ترشحت خلال أعمال المؤتمر العام لعضوية المجلس، ويعد فوزها تقديراً من المجتمع الدولي لجهودها في هذا المجال. والوكالة الدولية للطاقة الذرية منظمة دولية مستقلة وتعمل بموجب اتفاقيات تعاون بينها وبين منظمة الأممالمتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، وقد بلغ عدد الدول الأعضاء في الوكالة 165 دولة، وقد تأسست الوكالة في 29 يونيو 1957م بغرض تشجيع الاستخدامات السلمية للطاقة النووية والحد من التسلح النووي وللاطلاع بهذه المهمة، وتقوم بأعمال الرقابة والتفتيش والتحقيق في الدول التي لديها منشآت نووية. ويعد مجلس المحافظين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أهم أجهزة الوكالة في صياغة القرارات ورسم التوجهات الاستراتيجية والسياسات للوكالة، كما أن مجلس المحافظين هو الذراع التشريعي والرقابي والتنفيذي لأعمال الوكالة. وتعد المملكة العربية السعودية من الدول النشطة والفاعلة في مجالات عمل الوكالة، فقد تولت المملكة العربية السعودية ممثلة بمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة رئاسة اللجنة الجامعة للمؤتمر السنوي العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2012م، وكذلك عضوية مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الفترة (2011-2013). كما كان للمملكة مشاركات إيجابية وفاعلة في أكثر من عشرين مؤتمراً وزارياً وندوات عالمية وورش عمل نظمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الفترة "2011-2014" لتقديم رؤية المملكة في الاستخدام السليم للطاقة الذرية وللإسهام في التنمية المستدامة فيها والاستفادة فيما يحقق رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة في المملكة. وأولت المملكة متابعة دقيقة لأعمال مجلس المحافظين من خلال الإسهام في إثراء مناقشة قراراته وصياغاتها قبل رفعها للإقرار النهائي ويتطلب هذا معرفة عميقة ومتابعة لصيقة بما يتم مناقشته ولا سيما ما لذلك من أبعاد في طبيعة التشريعات ومنافعها ومساوئها ومدى تأثير كل ذلك في برامج الدولة وسياساتها والالتزامات الوطنية التي يجب القيام بها تطبيقا لتلك التشريعات والقوانين، حيث يتم الحرص على تجنب كل ما من شأنه أن يعرقل برامج المملكة أو ينال من سيادتها. جدير بالذكر أن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمجددة تأسست بموجب أمر ملكي عام 1431ه، وتسعى إلى بناء مستقبل مستدام للطاقة في المملكة من خلال إدراج مصادر الطاقة الذرية والمتجددة ضمن منظومة الطاقة المحلية، كما تسعى المدينة إلى جعل التطوير في مصادر طاقة المستقبل فرصة جديدة للمواطنين، لتطوير قدراتهم ومهاراتهم وتسخير الوظائف ذات القيمة العالية لهم ولأبنائهم وللأجيال القادمة، وتسعى المدينة كذلك إلى تطوير فرص استثمارية واعدة لشركات القطاع الخاص المحلية والدولية.