كشف مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر، عن ظهور جماعة من عناصر تنظيم القاعدة في سوريا لن تقل في خطورتها على الولاياتالمتحدة عما يسمى بتنظيم داعش." وأكد كلابر، خلال مؤتمر للاستخبارات عقد في واشنطن، أن الجماعة التي تعرف باسم "جماعة خورسان" لم يسبق الكشف عنه, تعمل حاليا في المنطقة، ومن الممكن أن تمثل تهديدا كبيرا للولايات المتحدة مثل ما يمثله داعش. وحذر مدير الاستخبارات الأمريكي من أن تلك الجماعة يمكن أن تكون مصدرا آخر للتهديد للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية بدأت في متابعة تلك الجماعة منذ فترة. وقال مسؤولون أميركيون بأنه بينما يَنْصَبُّ أغلب الاهتمام في الوقت الراهن، على تنظيم «داعش»، هناك جماعة من المتطرفين، عبارة عن خليط من الجهاديين القساة من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا، يشكِّل تهديدًا مباشرًا ومستمرًا بشكل أكبر على الولاياتالمتحدة، وهذه الجماعة تعمل مع صناع القنابل اليمنيين، لاستهداف الطيران الأميركي. وفي سوريا، هناك تنظيم يُعرف باسم تنظيم «خراسان»، وهو من كوادر مقاتلي تنظيم القاعدة المخضرمين من أفغانستانوباكستان الذين سافروا إلى سوريا للانضمام إلى «جبهة النصرة»، فرع القاعدة هناك. ونقلت «أسوشيتد برس» عن مسؤولين اميركيين القول: إن مسلحي «خراسان»، لم يذهبوا إلى سوريا لقتال حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بشكل رئيسي، إنما أرسلهم زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، لتجنيد أوروبيين وأميركيين، تسمح لهم جوازات سفرهم بركوب طائرات أميركية بتدقيق أقل من قبل المسؤولين الأمنيين. وأكدت تقارير استخباراتية أميركية سرية، أن مسلحي "خراسان"، يعملون مع صانعي قنابل من فرع القاعدة في "اليمن"،لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من أمن المطارات. والخوف يكمن في أن يعطي مسلحو "خراسان" هذه المتفجرات المتقدمة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنون من التسلل على متن الرحلات الجوية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة. ومن المعروف أن إدارة الرئيس الأميركي قالت: إن تنظيم داعش الذي استهدفته الولاياتالمتحدة بأكثر من 150 غارة لا يشكل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة. ويعتبر تنظيم "خراسان" الذي لم تستهدفه الغارات الأميركية، تهديداً أكثر. وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أنه بسبب المعلومات الاستخباراتية عن التعاون فيما بين تنظيم خراسان وصناع القنابل في قاعدة اليمن والمتشددين الغربيين، فإن إدارة أمن النقل قررت في يوليو حظر نقل الهواتف الجوالة وأجهزة الحاسب المحمولة غير المشحونة على الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة والقادمة من أوروبا والشرق الأوسط. وتظهر خطة تنظيم "خراسان" مع فرع القاعدة في اليمن أنه على الرغم من الدمار الذي سببته سنوات من ضربات الطائرات من دون طيار لقيادة القاعدة في باكستان فإن التنظيم مازال قادرا على تهديد الغرب. وجدد القاعدة شبابه في العام الماضي، مع نمو فروعه قوة وعدداً، كما أنه تعزز بطوفان من المتشددين الغربيين الذين وجدوا مأوى إرهابياً جديداً وآمناً خلفته الحرب الأهلية السورية. من جهته، قال نيكولاس راسموسن، نائب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، للجنة من مجلس الشيوخ: تظهر جهود التنظيم المتكررة - إخفاء عبوات ناسفة لتدمير طائرة - سعيه المستمر لشن هجمات عالية المستوى ضد الغرب ووعيه المتزايد لإجراءات الأمن الغربية وجهوده للتكيف مع هذه الإجراءات التي نتبناها. وقد حدد مسؤولون أمريكيون بعضاً من أفراد تنظيم خراسان، لكنها لم تكشف عن أسماء الأفراد بسبب مخاوف من أنها قد لا تستطيع جمع معلومات استخباراتية أخرى مفيدة. في غضون ذلك أعرب مسؤولو الاستخبارات عن بالغ قلقهم إزاء انضمام العشرات من الأميركيين ومئات من الأوروبيين للقتال مع مختلف الجماعات الجهادية في سوريا. ويعتقد أن خبير صناعة القنابل القاعدة في جزيرة العرب، إبراهيم العسيري، صنع قنبلة الملابس الداخلية التي حاول عمر فاروق عبد المطلب تفجير طائرة ركاب في مدينة ديترويت في ديسمبر /كانون الأول عام 2009. ويعتقد العسيري، أيضاً، أنه من صنع القنابل - المخبأة في الطابعة - التي وضعت على طائرات الشحن المتجهة إلى الولاياتالمتحدة في عام 2010، والقنبلة التي كان من المقرر تفجيرها على وكالات الاستخبارات السعودية وبريطانيا، والولاياتالمتحدة في. 2012.