قال موقع "هافنجتون بوست" الإخباري الأمريكي، إنه بينما ينصب معظم الاهتمام الدولي والغربي حاليًّا على تنظيم "داعش"، تشكل فرقة أخرى من المسلحين في سوريا (عبارة عن مزيج من الجهاديين من أفغانستان واليمن وسوريا وأوروبا) تهديدًا وشيكًا مباشرًا بتعاونهم مع صانعي القنابل اليمنيين لاستهداف الطائرات الأمريكية. ورصد الموقع في سياق تقرير بثه اليوم الاثنين (15 سبتمبر) تواجد الخلية المعروفة باسم مجموعة "خراسان" في وسط سوريا، والتي تشمل كادرًا من المقاتلين المخضرمين التابعين لتنظيم القاعدة من أفغانستانوباكستان الذين سافروا إلى سوريا لإقامة روابط مع فرع تنظيم القاعدة هناك، "جبهة النصرة". ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن مسلحي "خراسان" لم يذهبوا إلى سوريا في الأساس لمحاربة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل أرسلوا من قبل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لتجنيد الأوروبيين والأمريكيين الذين تسمح جوازات سفرهم بارتياد طائرات أمريكية بأقل تدقيق من قبل مسؤولي أمن جوازات السفر في واشنطن، والذهاب إلى واشنطن للقيام بعمليات إرهابية. وبالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لتقديرات سرية للمخابرات الأمريكية، تتوارد التقارير بتعاون متشددي خراسان مع صانعي القنابل التابعين لتنظيم القاعدة في اليمن لاختبار طرق جديدة لتهريب المتفجرات بطريقة آمنة من المطارات، لافتة إلى أن الخوف يكمن في توفير متشددي خراسان لتلك المتفجرات المتطورة وإمداد المجندين الغربيين الذين سيتسللون على رحلات متجهة إلى الولاياتالمتحدة. وقالت إدارة أوباما إن تنظيم الدولة الإسلامية الذي تعرض لأكثر من 150 غارة جوية أمريكية في الأسابيع الأخيرة، لا يشكل تهديدًا وشيكًا للولايات المتحدة، وأن تنظيم خراسان الذي لم تشمله خطة العمل العسكري الأمريكي ضد داعش يعتبر التهديد الأكثر إلحاحًا. وطبقًا للمعلومات الاستخباراتية حول أنشطة تنظيم خراسان، علق مسؤولون أمريكيون بالقول: "قررت إدارة أمن النقل في يوليو الماضي حظر دخول الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة المغلقة من الرحلات الجوية إلى الولاياتالمتحدة من أوروبا والشرق الأوسط. ونوهت الصحيفة إلى أن تآمر تنظيم خراسان التابع لتنظيم القاعدة في اليمن مع جبهة النصرة، يظهر أنه على الرغم من الضرر الذي أحدثته سنوات من الهجمات الصاروخية بطائرات دون طيار على القيادات الأساسية لتنظيم القاعدة في باكستان؛ لا يزال التنظيم يمثل تهديدًا للغرب، وقام بتجديد شبابه وقوته خلال العام الماضي ونمت قوته وتعددت فروعه، وذلك بفضل تدفق المتطرفين الغربيين إلى ملاذ آمن جديد خلفه النزاع والحرب الأهلية في سوريا. ولفت الموقع الإخباري إلى أن فرع هذا التنظيم في اليمن التابع لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، قادر على وضع ثلاث قنابل على طائرات متجهة إلى الولاياتالمتحدة، على الرغم من عدم إجراء محاولات ناجحة، وفقا لتقارير استخباراتية. وأكدت تقارير استخباراتية أمريكية أن مسلحي "خراسان"، يعملون مع صانعي قنابل من فرع القاعدة في "اليمن"، لاختبار طرق جديدة لتمرير متفجرات من أمن المطارات. والخوف يكمن في أن يعطي مسلحو "خراسان" هذه المتفجرات المتقدمة للمجندين الغربيين الذين قد يتمكنون من التسلل على متن الرحلات الجوية المتجهة إلى الولاياتالمتحدة. وأورد الموقع قول نيكولاس راسموسن، نائب مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، للجنة من مجلس الشيوخ، "تظهر جهود التنظيم المتكررة -إخفاء عبوات ناسفة لتدمير طائرة- سعيه المستمر لشن هجمات عالية المستوى ضد الغرب، ووعيه المتزايد لإجراءات الأمن الغربية وجهوده للتكيف مع هذه الإجراءات التي نتبناها". وكشف مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في يناير الماضي، أن تنظيمًا من مسلحي القاعدة الأساسيين من أفغانستانوباكستان يخططون لهجمات ضد الغرب في سوريا. ونوهت "هافنجتون بوست" إلى أن تنظيم خراسان الذي يمكن أن تعتبره الولاياتالمتحدة التهديد الأكثر خطورة، لم يسبق الكشف عنه. واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن مسؤولين أمريكيين قاموا بتحديد وتعريف بعض من أفراد تنظيم خراسان، لكنهم لم يكشفوا عن أسماء الأفراد بسبب مخاوف من أنهم قد لا يستطيعون جمع معلومات استخباراتية أخرى مفيدة.