يمثل الوطن الحضن الدافئ الذي يترعرع الناس فيه وينهلون من نعمه ويستظلون تحت أديمه تلفحهم شمسه وتظلهم سماؤه بجميع تشكيلات وتعدد تضاريسه، بجباله ووهاده، بصحرائه وبحاره. فالوطن - بعد التوحيد - هو أغلى ما يمكن أن يحافظ عليه المسلم فكيف بوطن الرسالة مقره وبيوت الله تعالى تزينه وتشرفه وطني تهفو إليه النفوس، وتتطلع إليه الأفئدة، يؤمه المسلمون خمس مرات في اليوم. هذا الوطن الذي كانت تظلله سحائب الفرقة وتنازع الأهواء واختلاف الكلمة ، الأمن فيه مفقود والعصبية القبيلة مكشرة عن أنيابها، تميل به العواصف يمنة ويسرة ويشاء الله - تعالى - أن يجتمع شمله وتتوحد كلمته ، وترفرف رايته ويعم أمنه بعد أن أجرى الله - سبحانه وتعالى - على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - انقشاع قناع الفوضى لتطمئن النفوس ويحل الأمن والأمان بعد الخوف والرهبة وتذلل السبل وينطلق المسافر لا يلوي على شيء وقد دان له الطريق وبسط له الأمن وعاش الناس في المملكة ميسوري الحال بعد توحيد المملكة. وفي يوم الوطن يجب أن نساعد في المحافظة على وطننا خالياً من أي شائبة تعكر صفوه ، نتذكر التضحيات التي حدثت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم ، لذلك أدعو إلى الحزم الشديد ومعاقبة المسيء الذي يتجاوز حدود التصرف ويستغل المناسبة لخلق نوع من الفوضى أو عدم الانصياع لرجال الأمن أو من يمثل الدولة، فالإخلال بذلك أو التغاضي والتهاون فيه له عواقب وخيمة وآثار سلبية. مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة