عاشت أسرة الدفاع المدني بالشرقية أمس أجواء حزينة باكية بعد استشهاد اثنين من رجالها خلال أداء الواجب ومحاولاتهما مع باقي الزملاء إطفاء النيران التي اشتعلت في أحد المجمعات التجارية بالدمام، إلا أن قدر الله كان أسرع فلقيا مصرعهما تحت الأنقاض، بعد كفاح استمر 24 ساعة لاحتواء ألسنة اللهب في مجمع "البلاد مول" بحي القزاز . وكان الشهيدان "محمد القحطاني" و "مبارك الخليفة" قد فقدا عند العاشرة صباحا من يوم السبت, لتبدأ عملية البحث عنهما بين المصابين ال «6» جراء الحادث, وبين زملائهم وعلى جوالاتهما الخاصة وفي المستشفيات، إلا أن جميع المحاولات باءت بالفشل, واستمر البحث حتى صباح امس ليتم العثور على الجثة الأولى عند الساعة 8 صباحاً بين الأنقاض تبعتها الجثة الأخرى. وعلى الفور تم استدعاء الادلة الجنائية التي حضرت للموقع لاستكمال الاجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات، فيما خيم الحزن على زملاء الفقيدين الذين وقع الخبر عليهم كالصاعقة في ظل الارهاق الذي يعانونه منذ أمس الأول. وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بالشرقية العقيد منصور الدوسري: فقد 2 من رجال الدفاع المدني في موقع الحادث، مضيفا أنه تم العثور على جثتيهما - يرحمهما الله - صباح أمس لينضما الى كوكبة شهداء الدفاع المدني الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حماية أرواح الآخرين وممتلكاتهم. وذكر أن مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية تنعى الشهيدين وتتقدم بأحر التعازي لذويهما ولجميع منسوبيها في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى - عز وجل - ان يتقبلهما في عداد الشهداء.. إنه سميع مجيب. وأشار العقيد الدوسري إلى أن الحادث حظي بمتابعة مستمرة من أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه - يحفظهما الله - منوها بأنه تمت السيطرة على الحريق وشارك في الحادث 20 فرقة. ولفت إلى أنه لا يزال التحقيق جاريا لمعرفة الأسباب وتقدير الخسائر المادية في المجمع المكون من دورين: دور أرضي ودور أول - تبلغ مساحته 30 الف متر مربع - وقد اقتصرت الأضرار على الدور الاول، فيما لم تتأثر المحلات الواقعة في الدور الأرضي. وكانت فرق الدفاع المدني قد هرعت لموقع الحادث إثر تلقيها بلاغا بذلك فجر يوم السبت، ومرر البلاغ للجهات المعنية للمشاركة في الحادث التي قامت بدورها بمباشرة الحريق كل في اختصاصه، وحضر للموقع الدوريات الأمنية وشركة الكهرباء والهلال الأحمر. من جهة أخرى كشف "حمد" أخو الشهيد مبارك الخليفة في اتصال هاتفي مع اليوم أخر لحظات الشهيد قبل خروجه الأخير، فقال بصوت يغلبه الدموع : " أخي حمد يعشق عمله في الدفاع المدني، وفي إنقاذ الأرواح، وكثيرا ما تعرض لمثل هذه المواقف، إلا أنه كان يواجهها بقلب لا يعرف الخوف لأنه يعلم بأن هذا العمل في سبيل الله. مشيرا الى أن الشهيد يسكن في عين دار ، وقد صلى فجر هذا اليوم ثم قبل رأس والدته ولبى نداء الواجب وهو متزوج ولديه طفلان "مياسة وراشد" وستتم الصلاة عليه في مسجد الفرقان بالدمام بعد صلاة ظهر اليوم. أما عم الشهيد محمد القحطاني فقال : " إن الشهيد محمد كان حديث عهد بالزواج، ولم ينته من شهر العسل، لكنه لبى نداء الواجب، وجاء من وحدة الدفاع المدني بجسر الملك فهد لمساندة زملائه في الحريق، إلا أنه لبى نداء ربه واستشهد. وسيصلى عليه مع زميله الشهيد مبارك الخليفى في مسجد الفرقان بالدمام، وقد أكد ذوو الشهيدين أنهما استشهدا فداء للواجب وفي سبيل الله.