اعتقلت قوات الأمن الصومالية الزعيم التاريخي لحركة «شباب المجاهدين» الصومالية الشيخ حسين عويس لدى وصوله إلى مطار مقديشو. وقال مسؤول صومالي، فضّل عدم ذكر اسمه، ل «الحياة» إن القائد الإسلامي البارز وصل إلى مقديشو مساء السبت على متن طائرة خاصة وبرفقة مسؤولين وبرلمانيين من عشيرته ونحو عشرة من أعوانه. وقال ضابط شرطة ل «فرانس برس»: وقعت مشادة حامية وتحوّل الأمر إلى عراك بين أفراد قوات الأمن ووفد الشيخ عويس الذي تم توقيفه». وكانت طائرة عويس حطت قادمة من ادادو كبرى مدن ولاية «حيبين وحيب» الذاتية الحكم التي لجأ إليها عويس بعد مواجهات وقعت أخيراً مع فصيل منافس من «الشباب» في ميناء براوي. وبحسب أحد المقربين منه قبل عويس الحضور إلى مقديشو بعد وعد بمفاوضات مع الحكومة، وتم إرسال طائرة خاصة من العاصمة الصومالية لجلبه مع عدد كبير من أفراد فصيله. وفي وقت سابق من مساء السبت أكد شاهد عيان ل «الحياة» أنه رأى عويس يدخل بطائرة في مطار مدينة «عدادو»، التي تقع شمال العاصمة، مقديشو. وكان عويس يرتدي ثوباً أبيض وعمامة حمراء، وأن قرابة 20 مسلحاً من قوات ولاية «حيبين وحيب» ركبوا الطائرة معه، بالإضافة إلى رئيس الولاية وبرلمانيين صوماليين. وكان برلمانيون من عشيرته سعوا لإقناعه بالاستسلام للحكومة الصومالية والذهاب إلى مقديشو، متعهدين بضمان أمنه، لكن عويس رفض ذلك العرض. ومن غير الواضح طبيعة الاتفاق الجديد الذي أقنعه بالحضور إلى مقديشو حيث تسيطر حكومة صومالية طالما حاربها عويس بالكلام والسلاح. وكانت الحكومة الصومالية تود التعامل مع الزعيم الإسلامي بطريقة تصالحية لترسل إشارات إلى قادة «الشباب» المترددين بالتخلي عن معاداتهم للحكومة، خصوصاً شيخ مختار روبو، الذي تردد أنه ينوي الاستسلام في مناطق عشيرته ب «بيداوا»، غرب العاصمة. ويؤكد نزوح الإسلاميين ذوي التوجه القومي من «الشباب» أن القادة الداعمين للجهاد العالمي يسيطرون الآن على الحركة، ما يقلل نفوذهم داخل القبائل الصومالية التي ينتمي إليها عويس وروبو، علماً أن قبيلة «ديغيل وميريفلي» التي ينتمي إليها روبو، كانت تمثل العمود الفقري لمسلحي الحركة. إلى ذلك أعلن المتمردون في حركة الشباب الإسلامية مساء أول من أمس أنهم قتلوا اثنين من قادتهم التاريخيين، بحسب متحدث باسم الحركة. وقال عبد العزيز أبو مصعب ل «فرانس برس»: «أبلغنا أرملتيهما بقتلهما»، في اشارة إلى اثنين من مؤسسي الحركة الإسلامية، أحدهما إبراهيم حاجي جمعة معاد، المعروف باسم «الأفغاني» الذي أعلنت الولاياتالمتحدة مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه. وفي كسمايو ذكر عدد من سكان المدينة أن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في معارك بين ميليشيات للسيطرة على هذا المعقل السابق لمتمردي «حركة الشباب» والذي أصبح اليوم قاعدة للقوات الكينية ضمن قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال. وكانت روايات شهود عيان وأفراد ميليشيا أثارت أخيراً مخاوف من مقتل عشرات الأشخاص في معارك استمرت يومين في مدينة كيسمايو رغم جهود لإنهاء نزاع على القيادة يهدف إلى منع العودة إلى الحرب القبلية.