أعدت قراءة الفقرة التي قالها مدرب المنتخب الأول لكرة القدم الاسباني خوان لوبيز كارو أكثر من مرة، وظننت أن خطأً في الترجمة قد غير فحوى تصريحه العجيب الذي أبدى من خلاله رضاه عن أداء الأخضر، ووصفه بالفريق المتجانس والمتطور، ونسي أنه بهدل المنتخب أمام فريق فولهام الانجليزي المغمور، ثم أمام منتخب استراليا وولوج هدفين في أقل من خمس دقائق بمرمى الأخضر بفضل تشكيلته (الجهنمية)، وقال بعد هزيمة استراليا: سنعمل على تحسين وتصحيح الأخطاء، ونسي أنه أمضى ما يقارب السنتين مع المنتخب السعودي (تسلم منصبه في مطلع فبراير 2013 وهو المدرب (45) في تاريخ الأخضر) لم يُضِف شيئاً وما زال الأخضر يتخبط ضائعاً لا يعرف رأسه من رجليه، ولم يستقر حتى الآن على تشكيلة شبه ثابتة. وفي كل مباراة يلعب بتشكيلة مختلفة، وما زال هذا المستشار يتدرب على الحلاقة في رؤوس اللاعبين السعوديين، وفي كل معسكر يستبعد عشرة لاعبين ويضم عشرة جدد، والأدهى والأمر أنه حاول ضرب النسيج الوطني للمنتخب عندما ضم وقرب (أكثر من مرة) اندية ولاعبين، وأبعد اندية ولاعبين، ووقف بعناد شديد أمام ضم مدرب سعودي الى الجهاز الفني للمنتخب، الأمر الذي دفع مدير المنتخب سلمان القريني الى الاستقالة رافضاً العمل معه، ولم يقل إلا منذ حوالي شهر من الآن حيث رضخ للضغوط والمطالبات وقَبِل ضم المدرب الوطني صالح المطلق، وحتى الآن ما زال المستشار لوبيز يرفض أي تطوير أو اصلاح أو تعديل، إنه يرفض حتى الرأي والنصيحة، يظن نفسه عبقرياً إذا ميّع الحقائق، ولفها برداء شفاف وهش يعتقد أنه يحجب الرؤية عن الانظار، والمثل يقول: (مراجعة الحق خير من التمادي بالباطل). وحتى لا نظلم لوبيز نقول: إنه أخذ فرصته كاملة بعد حوالي سنتين ولاقى كل الدعم والاستجابة من اتحاد اللعبة الذي وفر له كل مقومات وحيثيات النجاح، إلا أنه لم يضف جديدا، فالمستوى حتى الآن أدنى من الطموحات، وإذا كان يبني ويقيس التطور المزعوم بوصول المنتخب السعودي الى نهائيات كأس أمم آسيا باستراليا، فعليه أن يعرف أن الأخضر أدرك النهائيات تسع مرات ونال شرف الفوز بالكأس أربع مرات وبالوصافة ثلاث مرات. ومما يبعث على الأمل والتفاؤل، وجود متسع من الوقت لإنقاذ المنتخب، والتعويض بجهاز فني بديل قبل خوض كأس الخليج وكأس آسيا، وأنا على قناعة أن الشمس لن تخذل الأخضر بإذن الله. أدريان، بوزن فريق كامل بأدائه المميز والمقنع والمبهر، وبكل براعة وجدارة خطف نجم فريق النصر البولندي ادريان ميرزيفيسكي الأضواء، وانتزع الاعجاب، وأكد أنه أفضل اللاعبين المحليين والاجانب في دوري جميل حتى الآن، وأعاد لذاكرتي أجواء مونديال المانيا 1974 وتألق المنتخب البولندي بفضل هدافه كريغور لاتو هداف هذا المونديال وزميله تشارمخ واحتل المنتخب البولندي المركز الثالث وكرر نفس الإنجاز في مونديال اسبانيا 198. فأدريان البولندي صنع الفارق لفريقه النصر وبات من أهم الأسلحة الفتاكة في صفوف النصر بعد أن قاده للفوز في أربع مباريات بدوري جميل، ولهذا بات مستهدفاً من قبل بعض الفرق لإنهاء وجوده في الملاعب مع النصر، يقوم بدور (السفرجي) في تقديم وصناعة الهجمات و(الديلفري) في ايصال الفرص والأكلات والاهداف لزملائه، إنه (الترموميتر) الوازن لأداء العالمي وسط الملعب، وهداف من طراز نادر في الكرات الثابتة، ولديه قدرة فائقة، وبصيرة نيّرة في التسجيل من أي اتجاه بالقدمين والرأس، فنان في (طبخ) أرباع وأنصاف الفرص الى أهداف لأنه يملك رؤية بثلاثي أبعاد، وتحركاته بكُرة أو بدون كرة تشكل مصدر قلق وخطورة تبعث الرعب في قلوب مدافعي الخصوم، ادريان مرشح قوي للفوز بنجومية دوري جميل2.. وإلى اللقاء.