أشار التقرير الأخير ضمن سلسلة «ويلث إنسايتس» والصادر عن قسم إدارة الثروات والاستثمار لدى «بنك باركليز» بعنوان «بروز المواطن العالمي» إلى أن حوالي ثلثي أصحاب الثروات بنسبة 65% في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبرون الأمن الاقتصادي والفرص الاستثمارية المجزية الحافز الرئيسي الذي يدفعهم إلى اتخاذ قرار الإقامة والاستثمار في الدولة خلال السنوات الخمس المقبلة. وتمثل دولة الإمارات برأي هؤلاء ملاذاً استثمارياً آمناً يوفر درجات عالية نسبياً من الأمن الاقتصادي والفرص المجزية على مستوى المنطقة، حيث شهد اقتصاد الدولة أداءً متفوقاً بالمقارنة مع الدول الأخرى ذات النمو المرتفع وذلك بفضل توفيرها الاستقرار السياسي والفرص الاستثمارية العالمية والمزايا الضريبية المجزية. ويقدم التقرير، الذي نشر أمس والذي يستند إلى استطلاع ضم آراء ما يزيد على 2000 من أصحاب الثروات بينهم عدد من كبار رواد الأعمال والمستثمرين، دراسة معمّقة حول تطور مفهوم المواطن العالمي من أصحاب الثروات؛ كما يتناول المشهد العالمي للثروات مستعرضاً تفاصيل حياة أصحابها اليوم بما في ذلك أماكن عيشهم وعملهم وتقاعدهم وكيفية تمضية أوقاتهم وإنفاق أموالهم. وأشار أصحاب الثروات الطائلة في الإمارات إلى الحوافز الرئيسية التي جذبتهم للإقامة والاستثمار فيها؛ حيث عبّر 59% من المشاركين في الاستطلاع عن تفاؤلهم إزاء تحسّن الظروف الاقتصاديّة للدولة، وأشار 33% منهم إلى الاستقرار السياسي، و43% للأمن الاقتصادي، في حين انجذب 44% إلى المزايا الضريبية والترويج لثقافة ريادة الأعمال في الدولة. وتناول الاستطلاع أيضاً مجموعة من النقاط الرئيسية بما فيها استقرار الدولة، والاستثمارات القوية والمتواصلة في مجال البنية التحتية، والتزام الحكومة بتطبيق سياسات مالية تنسجم مع أهداف التمويل. وكشف التقرير أن أكثر من نصف أثرياء العالم يرتبطون بعلاقات وثيقة مع بلدانهم الأم، وقد تجسّد هذا التوجه بوضوح لدى المشاركين بالاستطلاع من أميركا الشمالية ومنطقة الشرق الأوسط. وبحسب الاستطلاع، فإن 92% من أثرياء الشرق الأوسط يرتبطون ببلدانهم بفضل الفرص الاقتصادية 45% والأمان 47%. واعتبر أصحاب الثروات في دولة الإمارات أن العوامل الدينية والعرقية والأسرية والسعي لتطوير المجتمع المحلي تعد من أهم المقومات التي تربطهم ببلدهم الأم. وكشف التقرير أن ثلاثة أرباع 74% أصحاب الثروات في دولة الإمارات العربية المتحدة قد عاشوا في أكثر من بلد واحد، و40% منهم عاشوا في 3 بلدان أو أكثر. ويعزو الأثرياء الإماراتيون ذلك إلى سعيهم لإيجاد توازن ملموس بين العمل والحياة بنسبة 33%، وتوافر فرص العمل دولياً بنسبة 31%. فيما يتعلق بأنماط هجرة وتدفق الثروات، ستشهد أمريكا الشمالية وأوروبا مستقبلاً النسبة الأعلى من التدفقات العالمية لأصحاب الثروات الطائلة. من جهة ثانية، ستستقبل آسيا وبلدان المحيط الهادئ ما يزيد على 1 من أصل كل 10 أثرياء 12% من أوروبا، و1 من أصل كل 20 بنسبة 6% ثرياً من أميركا الشمالية ممن يرغبون بالتوجه إلى تلك المناطق خلال السنوات الخمس المقبلة؛ وهذا يعكس إمكانية انتقال مناطق توزع الثروات في العالم من الغرب إلى الشرق.