لا يبدو أن نظام ولاية الفقيه قد أخذ الدروس والعبر من حالات الفوضى والعبث والفتنة التي اختلقها على مر الاعوام الماضية في موسم الحج، حيث لا يزال يصر على نشر البدع واستخدام موسم الحج لأغراض وأهداف سياسية بحتة ليست لها أية علاقة بهذه الشعيرة الاسلامية. ممثل خامنئي في مؤسسة الحج والزيارة الايرانية علي عسكر قال في تصريحات له يوم الجمعة الماضي: «عندما نجتمع مع أهل السنة من الدول العربية أثناء مناسك الحج، سنحثهم على إعلان بيعتهم للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية والمرجعية الدينية، علي خامنئي، من خلال حملة ترويج واسعة للثورة الإيرانية». يبدو ان عسكر هذا يعتقد بأن أهل السنة لا يعرفون شيئا عن الممارسات غير الإنسانية لنظامه في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية، خصوصا تلك الميليشيات المرتبطة بطهران والتي تقوم بإرتكاب مجازر وجرائم وحشية نظير مجزرة جامع مصعب بن عمير في محافظة ديالى بالعراق، والتي قتلت الميليشيات التابعة لطهران فيها أكثر من 70 مصليا، الى جانب جرائم قتل السنة وتعليقهم على أعمدة الانارة، وإنه لمن دواعي السخرية أن يبادر هكذا نظام قد تلطخت يداه بدماء أبناء الشعوب العربية الى دعوة أهل السنة لمبايعة خامنئي في موسم الحج. شعيرة الحج التي هي شعيرة اسلامية عبادية وركن من أركان الإسلام يقوم المسلمون خلالها بتأدية فريضة الحج من دون أية مظاهر وبراقع سياسية او فكرية او ما إليها، كدأب الصحابة والتابعين إلى آبائنا وأجدادنا طوال 14 قرنا، ولم نسمع بأن صحابيا أو إماما أو ملكا او رئيسا او زعيما ما قام باستغلال مناسبة الحج كي يقوم بالدعوة لتأييده او مبايعته، والذي يثير السخرية أكثر أن عسكر هذا يقول في جانب من تصريحاته المثيرة للشبهات: «عندما نجتمع مع المسلمين السنة أثناء مناسك الحج يشكون عدم وجود قائد أو مرشد عربي متمسك بالقرآن والسنة في بلادهم، ويعتبرون ذلك سببا أصيلا في ضياع حقوقهم، وضياع بلدانهم». بل ويذهب أبعد من ذلك عندما يقول: «دائما ما يرغبون بإعلان بيعتهم للمرشد الإيراني عندما نلتقي معهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ويبدون استعدادهم للمجيء إلى إيران للقاء خامنئي، وإعلانهم بيعته»، وإننا مع طعننا وشكنا المطلق بهذا الزعم الكاذب جملة وتفصيلا فإننا نحتج عليها بالقول: ما الذي قدمه خامنئي لشعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية غير الموت والدمار والفوضى وعدم الاستقرار كي يقوم أهل السنة بنصب خامنئي خليفة او وليا لأمرهم؟ كما اننا نتساءل أيضا عن الذي منحهم الصلاحية وخولهم بالقيام بهكذا نشاط مشبوه على أراضي الوحي والقرآن بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية وأعطاهم الحق بانتهاك وخرق القوانين المعمول بها بهذا البلد العربي، والاهم من ذلك كله: على أي نص شرعي يستندون في تصرفهم الاخرق والنزق هذا؟. الواجب الشرعي يدعو أهل السنة والشيعة معا الى أخذ الحيطة والحذر من هكذ دعوة مشبوهة معادية ومضادة لآمال وتطلعات وطموحات العرب والمسلمين أجمعين، ونجدد الدعوة مرة أخرى لإخواننا الشيعة العرب أن ينتبهوا الى هذا المخطط الجديد ويكونوا عونا لإخوانهم من أهل السنة ولا ينخدعوا بهذه البدعة الضالة المضلة لنظام ولاية الفقيه باستغلال شعيرة الحج العبادية لأغراض وأهداف سياسية ضيقة هي أبعد ما تكون عن شعيرة الحج، ونوصيهم بأن يلتزموا بكل القوانين التي وضعها القيمون على موسم الحج، وأن يساعدوا في الحفاظ على أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام.